الخسارة الكبرى: عبد اللهيان يكشف نهاية مشروع الخميني بعد سقوط نظام الأسد
بعد سقوط نظام بشار الأسد وخروج مليشيات إيران من سوريا وإنهاء النفوذ الإيراني في دمشق، كشف تصريحات وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين عبد اللهيان عن حجم الخسارة الإيرانية في سوريا، وإنهاء مشروع الخميني في المنطقة.
على مدى عقود، أنفقت إيران مليارات الدولارات ومئات القتلى والجرحى لدعم بشار الأسد، رئيس سوريا المخلوع، حيث أنشأت إيران قواعد عسكرية ومستودعات أسلحة ومصانع صواريخ في سوريا، والتي تستخدمها كقناة لتسليح حلفائها من الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة.
وقال عبد اللهيان : إن خسارة ايران الأحواز “الدولة العربية المحتلة على الخليج العربي” بكل مافيه من مساحة وموارد وثروات ستكون أخف وطأة علينا من خسارة ايران لسوريا لأن خسارتنا لسوريا تعني نهاية المشروع الإيراني الذي أسسه المرشد السابق الموسوي الخميني بالكامل.
وخلال الأيام الماضية وبعد سقوط نظام بشار الأسد، خرجت المليشيات الإيرانية والحرس الثوري من دمشق لأول منذ عقود طويلة، حيث كانت تشكل سوريا منذ وصول الخميني للحكم واقامة علاقات مع حافظ الأسد الرئيس السوري السابق الكنزر الاستراتيجي لإيران في مشروع الحميني بالسيطرة على المنطقة.
هذا التحول الكبير بسقوط نظام بشار الأسد يمثل ضربة قاسية لمشروع إيران الإقليمي الذي سعت إلى ترسيخه منذ سنوات طويلة، ويمثل تحولًا دراماتيكيًا في موازين القوى في المنطقة.
سوريا تحت حكم بشار الأسد كانت تمثل أحد أعمدة المشروع الإيراني في المنطقة، حيث قدمت طهران الدعم العسكري والمالي لنظام الأسد، بما في ذلك إرسال المليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني، مما عزز وجود إيران في الشرق الأوسط بشكل عام.
بالنسبة لإيران، يعتبر سقوط بشار الأسد بمثابة ضربة موجعة، في العقدين الأخيرين، كان عقيدة علي خامنئي تقوم على مبدأ عدم السماح للعدو بالتغلغل داخل الحدود، ولهذا السبب تم التركيز على إنشاء وتعزيز محور إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغزة، وهذه الاستراتيجية، التي صاحبتها استثمار ضخم للموارد البشرية والاقتصادية والسياسية لدعم حزب الله وبشار الأسد، واجهت الآن فشلاً ذريعاً.
وخسارة سوريا تمثل نقطة تحول في سياسة إيران الخارجية، حيث كان نظام بشار الأسد يشكل حلقة وصل استراتيجية في شبكة التحالفات الإيرانية التي تشمل العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
كما خسرت إيران كل ما بنته وقاتلت من أجل الحفاظ عليه على مدى أكثر من 40 عاماً في سوريا، قاعدتها الرئيسية في العالم العربي.
إن التأثيرات الأكبر لهذه التطورات هي على السياسة الإقليمية، سقوط نظام الأسد سيعطل محور إيران-حزب الله-سوريا ويقلل من نفوذ إيران في المنطقة، وسيعرض إيران لهجمات إسرائيلية مباشرة.