
الخزانة الأمريكية تدرج شركة تكرير صينية ضمن عقوبات النفط الإيراني
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيراني والذي يعد غالبيته مسروق من النفط الأحوازي، في خطوة تهدف إلى تكثيف الضغط الاقتصادي على طهران مع استمرار تعثر الملف النووي.
وتضمنت العقوبات شركة تكرير نفط صغيرة ومستقلة في الصين، اتهمت بشراء كميات من الخام الإيراني تتجاوز قيمتها مليار دولار يشكل انتاج النفك الأحوازي المنهوب نصيب الأسد من هذه الصادرات، في انتهاك صريح للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.
وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان رسمي أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية “الضغط الأقصى” التي تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى استئنافها، والتي تهدف إلى خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، وحرمان النظام الإيراني من العائدات التي يستخدمها في تمويل أنشطته الإقليمية وبرامجه النووية.
وأشار البيان إلى أن واشنطن استهدفت في هذه الجولة السادسة من العقوبات شركات وناقلات تستخدم ضمن ما يعرف بـ”أسطول الظل” الإيراني، الذي تعتمد عليه طهران لإخفاء شحنات النفط وتفادي العقوبات الدولية، لا سيما عبر وسطاء يستخدمون نظاما ماليا معقدا يقوم على العملة الصينية (اليوان) ويبتعد عن الدولار، ما يصعب تتبعه من قبل الجهات الرقابية الأمريكية.
ولأول مرة، تدرج شركة تكرير صينية صغيرة ضمن قائمة العقوبات، ما يعد تحولا في النهج الأمريكي، خاصة أن شركات التكرير الكبرى المملوكة للدولة الصينية كانت توقفت عن شراء النفط الإيراني منذ فرض العقوبات. لكن الشركات الأصغر، التي تعمل غالبا خارج نطاق التعاملات المالية الأمريكية المباشرة، واصلت استيراد الخام الإيراني مستفيدة من شبكات وساطة معقدة.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن “أي شركة تكرير أو وسيط يختار شراء أو تسهيل تجارة النفط الإيراني، يعرض نفسه لخطر جسيم”، مشددا على التزام بلاده بـ”تعطيل جميع الجهات التي تقدم الدعم لسلسلة توريد النفط الإيراني، والتي يستخدمها النظام لدعم وكلائه وشركائه الإرهابيين في المنطقة”.
كما قامت وزارة الخزانة الأمريكية بتحديث الإرشادات الموجهة لقطاع الشحن والخدمات البحرية، محذرة من أساليب التهرب من العقوبات الإيرانية، خاصة تلك المتعلقة بتزييف وثائق الشحن، وتعمد تغيير مسارات السفن أو تعطيل أجهزة التتبع.
تأتي هذه العقوبات في وقت استؤنفت فيه المفاوضات النووية بشكل غير مباشر بين واشنطن وطهران، إذ عقدت جولة أولى من المحادثات في سلطنة عمان، السبت الماضي، ومن المنتظر عقد جولة ثانية في روما مطلع الأسبوع المقبل.