أخبار العالمأهم الأخبار

التلغراف: مخالب طهران تمتد إلى شوارع بريطانيا

نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرا تحذيريا سلط الضوء على تصاعد الأنشطة الإيرانية المزعومة في الأراضي البريطانية، وذلك في أعقاب اعتقال تسعة أشخاص – ثمانية منهم من أصل إيراني – يشتبه بتورطهم في مخططات إرهابية داخل المملكة المتحدة. ووصفت الصحيفة النظام الإيراني بأنه “أخطبوط” يتخذ من طهران رأسا له، بينما امتدت مخالبه إلى أنحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك “قلب بريطانيا”.

وفي عددها الصادر يوم الأحد، قالت الصحيفة: “هذا الحادث يشكل تحذيرا صارخا يظهر كيف يمكن لأمن بريطانيا أن يتحول إلى ورقة ضغط في يد أحد أكثر الأنظمة استبدادا ووحشية في العالم، على بعد أربعة آلاف ميل من لندن.”
وبحسب التقرير، فإن خمسة من المعتقلين ينتمون إلى “الوحدة 840” التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي وحدة معروفة دوليا بتورطها في تنفيذ عمليات اغتيال وخطف في الخارج. ونقلت صحيفة ذا ناشيونال عن مصدر أمني أن هؤلاء الأشخاص دخلوا المملكة المتحدة بطرق غير قانونية، متنكرين في هيئة مهاجرين على متن قوارب غير نظامية.

أما الثلاثة الآخرون، وفق ما ذكر التقرير، فهم على صلة مباشرة بوزارة الاستخبارات الإيرانية، وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ مهام استخبارية واختراقات خارجية في الدول الغربية، بحسب تصنيف عدة وكالات استخبارات دولية.

تزامنا مع هذه الاعتقالات، أعلنت الشرطة البريطانية أن عمليات تفتيش ومداهمات أجريت في عدة مواقع شملت لندن ومانشستر وسويندون، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول طبيعة الأدلة المضبوطة.

ذكرت التلغراف أن هذه الشبكة الإرهابية كانت تهدف إلى تنفيذ هجوم ضد السفارة الإسرائيلية في لندن، في محاولة لتقويض أي تقارب دبلوماسي محتمل بين طهران وواشنطن. كما أشارت إلى أن هذه المؤامرة تأتي في سياق استراتيجية أوسع من قبل الحرس الثوري لتصدير الفوضى والعنف إلى العواصم الغربية، وتحديدا في لحظات حساسة على الصعيد الدبلوماسي.

وأضافت الصحيفة: “ما هو على المحك لم يعد فقط أمن إسرائيل أو دول الخليج، بل بات أمن الشرق الأوسط والعالم وحتى السلامة العامة في شوارع لندن مهددة.”
في المقابل، طالب علي رضا يوسفي، المدير العام لشؤون أوروبا الغربية في وزارة الخارجية الإيرانية، بإتاحة الوصول القنصلي للمعتقلين، مؤكدا على “ضرورة احترام معايير المحاكمة العادلة”، في تصريح صدر في 7 مايو الجاري.

تختم التلغراف تقريرها بتحذير من أن “مخالب العملاء الإيرانيين والمرتزقة الذين جندتهم طهران تسللت بهدوء إلى شوارع بريطانيا وديمقراطيات أخرى، مما يفرض تحديا أمنيا خطيرا يتطلب استجابة شاملة وحازمة”.

وفي ظل تصاعد المخاوف من أنشطة خارجية متزايدة من جانب إيران في أوروبا، فإن هذه القضية قد تشكل اختبارا جديدا للأجهزة الأمنية البريطانية، وكذلك لعلاقات لندن المعقدة مع طهران.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى