أهم الأخبارمقالات

الإمارات والخطوات الدبلوماسية

 

د.نجاة السعيد

في خضم الأحداث التي يشهدها العالم من تداعيات الحرب في أوكرانيا، جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، كخطوة دبلوماسية مهمة لرأب الصدع وهذا ما وضحه المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، معالي الدكتور أنور قرقاش في تغريدة، قال فيها: «زيارة صاحب السمو رئيس الدولة إلى روسيا مجدولة مسبقاً في إطار العلاقات الثنائية وضمن خياراتنا السيادية المستقلة، ورغم ذلك فإن ما تشهده الحرب في أوكرانيا من تصعيد يتطلب حلاً عاجلاً عبر الدبلوماسية والحوار واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي.
وهذا موقف الإمارات الثابت والراسخ». أهم ما يتضح في وقت الأزمات الصعبة، هو دور كل دولة وتأثيرها على الساحة العالمية وكذلك ماهية علاقات الدول ببعضها البعض. ومن خلال أزمة أوكرانيا يتضح للعيان أهمية القوة الناعمة للإمارات، خاصة في دبلوماسيتها المحنكة والحرفية، وهذا ما أشار إليه المحلل الدولي والمستشار الاقتصادي الروسي، تيمور دويدار، أن زيارة الشيخ محمد بن زايد «تأتي في لحظة مهمة للغاية في مواجهة التوتر الأمني الذي يعيشه العالم وهذا يرجع للثقل الإقليمي الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج، فضلاً عن علاقاتها الجيدة مع الكرملين – الذي أبرمت معه اتفاقية شراكة استراتيجية – من القضايا الرئيسية لوساطة أبوظبي الدبلوماسية في أزمة الحرب والطاقة التي تواجه المجتمع الدولي». وفي هذا السياق، وعد فلاديمير بوتين نظيره العربي بإبقائه على اطلاع دائم بالوضع في محطة زاباروجيا للطاقة النووية – الأكبر في أوروبا وهو في أيدي جيش موسكو منذ مارس الماضي – وكذلك في المفاوضات مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، رافائيل غروسي.
أهمية هذه الزيارة أيضاً تكمن أنها جاءت بعد أقل من أسبوع من إعلان «أوبك+» عن خفض في إنتاج النفط العالمي بنحو 2 مليون برميل يومياً. وبالرغم من توضيح دول «أوبك+» أن هذا القرار دافعه فني بحت، إلا أن البيت الأبيض وبعض النواب «الديمقراطيين» أصروا على تسييس القرار واعتبروه أنه دعم لروسيا.
في حين أن ردود فعل «الجمهوريين» كانت مختلفة وأكثر واقعية ووضحوا أن وقت الأزمات يجب وضع التحليلات العقلانية وليس الأيديولوجية، وقد لخص النائب «الجمهوري»، «دان كرينشو»، العلاقة بين الولايات المتحدة وأعضاء «أوبك+» أنها ليست علاقة صداقة بل علاقة تحالف قائمة على أساس المصالح المشتركة. ولو أدرك البيت الأبيض طبيعة هذه العلاقة منذ البداية لما حدث هذا التوتر من الأساس. ومع أن فترة الأزمات تمثل تحدياً، إلا أن خلال هذه الفترات الصعبة يتضح دور كل دولة ونوعية العلاقات بين الدول.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى