
الأحواز لم تسقط وبعد مئة سنة من الاحتلال
في مثل هذه الأيام ال20 من أبريل عام 1925، دخل الجيش الإيراني أراضي الأحواز العربية، معلنًا بداية قرن من الاحتلال والتهميش والقمع. لكن، رغم المحاولات المستمرة لطمس الهوية وتغيير التركيبة السكانية ومحو اللغة العربية، لم تسقط الأحواز. فالأرض التي عُرفت بثرواتها وموقعها الاستراتيجي، بقيت عصية على الانكسار، حاضنة لأهلها الذين لم ينسوا يوماً أنهم عرب.
احتلال لم يعترف به العرب حين أُلغي حكم الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو على يد رضا شاه، ولم يصدر أي رد فعل عربي رسمي يعكس حجم الجريمة. تم إسقاط دولة قائمة لها نظامها ومؤسساتها ولغتها وثقافتها، وأُلحقت بالقوة بدولة حديثة النشأة لا تربطها بها أي روابط تاريخية أو قومية. ومرت السنوات، فبقي الاحتلال الإيراني، وتعددت الأنظمة في طهران، لكن الظلم الواقع على الأحوازيين ظل واحدًا.
الهوية التي لا تُكسر على مدى مئة سنة، راهن الاحتلال على الوقت، معتقدًا أن الأجيال ستنسى، وستنصهر في المشروع الفارسي القسري. لكن الأحوازيين أبدعوا في المقاومة، من الشعر الشعبي إلى التظاهرات، ومن التعليم السري باللغة العربية إلى الكفاح المسلح أحيانًا. لم يتخلوا عن لهجتهم، ولا عن زيّهم، ولا عن رايتهم. حتى أسماء قراهم ومدنهم ما زالت تحتفظ بجذورها العربية رغم محاولات “تفريسها”.
ثروات منهوبة وشعب محروم رغم أن الأحواز تضم أكثر من 80% من احتياطي النفط والغاز في إيران، يعيش أهلها في فقر مدقع، بلا بنية تحتية، بلا فرص عمل، وبخدمات صحية وتعليمية متردية. كل ذلك متعمد، لتضييق الخناق على شعب يرفض الرضوخ، ويصرّ على المطالبة بحقه في تقرير المصير.
قرن من النضال وبداية جديدة مئة سنة ليست نهاية الطريق، بل بداية مرحلة جديدة من الوعي والنضال السياسي والدبلوماسي والإعلامي. القضية الأحوازية اليوم بدأت تجد لها مكانًا في المحافل الدولية، والشتات الأحوازي بات أكثر تنظيمًا وتأثيرًا. ومن قلب الأحواز المحتلة، ما زال الصوت يرتفع. (لن نسكت، لن ننسى، ولن نستسلم).
دهر يوسف الشمري
المستشار الإعلامي لتنفيذية دولةً الاحواز