أهم الأخبارتقارير

الاعلام الفارسي يزور بيانية الاَمين العام لمجلس التعاون الخليجي

 

في استمرار لغطرسة الاحتلال الفارسي، ومزاعمه حول الخليج العربي، حرفت وسائل الإعلام الفارسية الناطقة باللغة العربية، مسمى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مجلس تعاون دول الخليج الفارسي، بعد إصدار المؤسسة الخليجية بيانا يدين الهجوم الذي استهدف ” شاهجرغ” في مدينة شيراز الفارسية.

مزاعم دولة الاحتلال الفارسي، تزامنت مع تصريحات وزير خارجية طهران حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في الرياض، والذي كرر فيه مصطلح “الخليج الفارسي” وهو الذي أغضب الشعوب العربية في المنطقة.

وفي يناير الماضي أبدت طهران انزعاجها من تسمية خليجي 25 ببطولة الخليج العربي لكرة القدم، والتي أقيمت في البصرة بجنوب العراق، وأعلن الاتحاد الفارسي لكرة القدم، بصدد رفع شكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) احتجاجا على مسمى خليجي 25.

ودأبت الاحتلال الفارسي عبر مؤسساته ومنابر الإعلامية والسياسية العسكرية على تسمية الخليج العربي، بالخليج الفارسي، في تنافي مع الواقع الذي يجسده بوجود دولة الاحواز العربية المحتلة، على الضفة الشرقية للخليج وهو ما يجعله بحيرة عربية ولا وجود للفرس على أراضية.

تاريخية الخليج العربي

كما أكدت دراسة أن الموقف الإيراني بشأن تسمية ” الخليج العربي”، يثير جدلا إعلاميا حادا، وأن هذا الموقف لا يقتصر على مجرد الإصرار على وسم الخليج بالهوية ” الفارسية ” فحسب؛ بل يتعدى ذلك ليشمل أبعادا قومية ومضامين سياسية تتمحور حول السعي لتحقيق الهيمنة الإقليمية.

واعتبرت الدراسة التي صدرت عن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، وأعدها الدكتور بشير زين العابدين، وتحمل عنوان “الخليج العربي وأبعاد التسمية”، اعتبرت أن الموقف العربي تجاه هذا الجدل يجب ألا يتوقف عند مناقشة المسمى اللفظي للخليج العربي، بل يجب أن ينطلق من حقيقة مفادها أن عروبة الخليج تشكل مكونا أساسيا من مكونات الهوية الإقليمية لسكان الخليج ككل.

وذكرت الدراسة أن مياه الخليج أطلقت عليه مسميات عدة عبر مختلف العصور، وأن العديد من الجغرافيين والمؤرخين في العصور القديمة أطلقوا عليه مسمى “الخليج العربي” نظرا لهيمنة العنصر العربي على موانئه وجزره، ومن أبرز هؤلاء الرحالة والجغرافي سترابون، والمؤرخ الروماني بليني.

هوية الخليج العربية

وأشارت إلى أن كثيرا من المصنفات التاريخية والجغرافية، فضلا عن الخرائط التي ظهرت إبان العصور المختلفة، وخاصة خلال الفترة من(1478-1861( تؤكد  على هوية الخليج العربية، مدللة على ذلك بأن الغالبية العظمى من المسميات التي اصطلح الجغرافيون والرحالة على استخدامها مثل: “الخليج العربي” و”خليج العراق”، و”خليج البصرة” و”خليج عمان” و”بحر البصرة”، و”بحر القطيف” تؤكد الهوية العربية للخليج.

ووجدت الدراسة أنه تم العثور على العديد من المصادر والخرائط الأوروبية الحديثة التي تستخدم مسمى “الخليج العربي”، مؤكدة أنه في عام 1990 نشر جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس دراسة في صحيفة “اللوموند” الفرنسية يؤكد فيها على تسمية الخليج العربي، مستندا إلى خارطة ” لوكانور” التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر والتي تحمل التسمية اللاتينية “سينوس أرابيكوس” أي “البحر العربي”.

وقال الباحث الفرنسي: “لقد عثرت على أكثر من وثيقة وخارطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية “الخليج العربي”(…) وأن تسمية “الخليج الفارسي” المتداولة حديثا بين بعض الجغرافيين الأوربيين جاءت نتيجة توجهات سياسية لدى بعض القوى الاستعمارية في القرن التاسع عشر.

ولاحظت الدراسة أن هناك ندرة في البحوث العلمية التي تتقصى جذور التواجد العربي في موانئ الخليج العربي وجزره، وأنه يتعين على المؤسسات العلمية أن تنشر المزيد من الدراسات التاريخية التي تتناول هذا الموضوع، وذلك بهدف ترسيخ هذا التواجد كجزء من البناء الثقافي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

كما وردت تسمية الخليج العربي في عدد من المصادر التاريخية المهمة أيضا. على سبيل المثال، يذكر قدري قلعجي في كتابه الخليج العربي (بحر الأساطير) أن المؤرخ الروماني بلينيوس الأصغر كان أول من أطلق على الخليج اسم الخليج العربي في القرن الأول الميلادي.

كذلك ذكرت بعض المصادر العربية أن هناك بعض النصوص الزرادشتية القديمة التي تثبت الهوية العربية للخليج. أطلقت تلك النصوص اسم “البحر التازي” على الخليج. ومن المعروف أن كلمتي “تازي وتازيك” تعنيان العربي في اللغة البهلوية التي كانت تسود ببلاد فارسي إلى جانب الآرامية كلغة رسمية للإمبراطورية الساسانية قبل الفتح العربي الإسلامي.
وبشكل عام أطلقت بعض الأسماء التي تحمل الصبغة العربية على الخليج العربي، منها كل من خليج البصرة، وخليج عمان، وخليج البحرين، وخليج القطيف، وبحر القطيف، وبحر العراق.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى