
احتلال آخر منطقة في الأحواز من قبل الفرس
غازي مزهر
بدأ احتلال الأحواز في أواسط القرن التاسع عشر باحتلال إمارة آل المذكور المطاريش في أبوشهر، ثم تلا ذلك احتلال إمارة آل مرزوق في مغوة، وإمارة آل نصور بني خالد في كنكان (كنگان)، وإمارة آل حرم في عسلو، وإمارة العباسية في بستك ولار، وإمارة العبادلة في العرمكي وميناء شيرو (چيرو)، وإمارة آل علي – معلّى في ميناء شارك (چارک)، وإمارة آل حمّاد في مقام، وإمارة بني معين – شمر في ميناء جرون (بندر عباس)، أحواش (ميناب)، جاشك (جاسك)، كنج (گنگ) وعيسين، وإمارة المدنيين في مرفق، وإمارة آل بشر في نخل مير وميناء طاحونة، وإمارة القواسم في لنجة (لنگه)، وإمارة آل زعاب – بني مصعب في ميناء ريق ونهر الحله، وإمارة آل دموخ في دشتي.
لكن تأخر احتلال شمال الأحواز لربع قرن، وذلك بسبب بروز شخصية قوية وفذّة، هو الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو بن علي بن كاسب الكعبي، الذي تمكن من توحيد جميع المناطق الشمالية من الأحواز تحت سلطته، فبلغت المساحة التي كان يحكمها ما يعادل 36 ألف ميل مربع، أي نحو 91 ألف كيلومتر مربع. وفي نهاية المطاف، استطاع الفُرس، بدعم من الإنجليز والأمراء المحليين والمشايخ الذين فقدوا سلطتهم وامتيازاتهم، احتلال الأحواز عام 1925م.
وكان الاحتلال الإمارات العربية في الأحواز عنيفًا وعسكريًا، اتسم بالقسوة والفجور على نحو نادر في التاريخ؛ إذ قُتل الحاكم المدني في “ماء الساخن”، وتمّ خنق أمير آل نصور بني خالد بعد أن مُلئ فمه بالعملات التي كان يتداولها في إمارته.
احتلال جزيرة هنجام
ومع ذلك، بقيت جزيرة هِنْجَام (المعروفة أيضًا بـ«غيل» و«ماشي»، والتي يسميها الأجانب «أنجوم» أو «أنجر»)، الواقعة عند مدخل مضيق هرمز وعلى بُعد كيلومترين فقط جنوب جزيرة جُسم، تحت الحكم العربي. وكان آخر من حكمها الشيخ أحمد بن عبيد بن جمعة آل فلاسة من قبيلة بني ياس، وهو خال الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، حاكم دبي الأسبق.
كانت الجزيرة وحكامها تابعين لإمارة بني معين شمر، لكن بعد سقوط تلك الإمارة على يد الفُرس، بقيت هنجام مستقلة. إلا أن الفُرس استولوا عليها عسكريًا في عام 1928، رغم مقاومة أهل الجزيرة و الصمود أمام الهجوم الأول ، ومنعت البحرية البريطانية وصول الدعم من أشقائهم العرب في الإمارات وسلطنة عُمان. وهكذا تم احتلال آخر منطقة في الأحواز.