إيران وفرنجية “المرشح الرسمي الوحيد”
أحمد عياش
يقول ديبلوماسيون إنّ دعوة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إيران كي تكون العضو السادس في اللجنة الخماسية لأجل لبنان، دونها اعتبارات إيرانية لا بد من توضيحها. وهذه الاعتبارات، كما اطلع عليها هؤلاء الديبلوماسيون تنطلق من الآتي:
أول هذه الاعتبارات، أنّ طهران تنظر إلى التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لأي بلد على أنه»أمر غير مألوف»، وينظر الإيرانيون في هذا المجال، الى «أنّ تعامل رئيس مجلس النواب في إيران مع جهات أجنبية لبتّ شؤون إيران يعتبر سلوكاً خطيراً يلحق أضراراً فادحة بالمسؤول الإيراني. وهذا السلوك لا يتطابق مع الاتصالات التي يجريها رئيس البرلمان في لبنان». وثاني الاعتبارات «أنّ إيران إذا طلب منها مساعدة لبنان في إطار اهتمام «الخماسية» بالملف الرئاسي حالياً، فهي ستقوم بذلك، لكن من دون توقّع نتائج حاسمة».
الى جانب هذين الاعتبارَين، هناك قراءة إيرانية لأحوال «الخماسية» تقوم على ملاحظات، وأبرزها سؤالان: «هل هناك موقف أميركي من الاستحقاق الرئاسي؟ وهل تريد واشنطن إجراء الانتخابات الرئاسية أوتريد تأجيلها؟ ثم إنّ ايران لا ترى موقفاً واحداً لكل أعضاء «الخماسية». فالموقف الفرنسي ينطلق من التزام باريس الشأن المسيحي، ولاسيما الماروني. وفي المقابل، ينطلق الموقف السعودي من مبدأ «السعودية أولاً»، أي عدم الانخراط في الملف اللبناني. أما قطر، فهي تتكل على تجربتها الناجحة في اتفاق الدوحة عام 2008 وتريد تكرارها في أوضاع لبنان الراهنة. وفي ما خصّ مصر، ترى طهران أنّ رغبة فرنسية أدّت الى انضمام القاهرة الى «الخماسية» كي تعطي اللجنة وجهاً عربياً. لكن في نهاية المطاف، تبدو هناك حسابات متعددة في اللجنة، وفق التقدير الإيراني، ما يعني بحسب طهران، أنّه بعد مرور عام على انطلاق «الخماسية» في عملها «لم تنجح بعد». كما أنّ طهران لا ترى أفقاً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية «في أسرع وقت ممكن»، لكنّها تقول: لا شيء يمنع أن ينعقد البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية فيفوز من يفوز.
ما هي نظرة طهران الى المرشحين لرئاسة الجمهورية؟ يجيب الديبلوماسيون بالقول: «إنّ المرشح الرسمي الوحيد لهذا المنصب هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ولا يوجد مرشح رسمي آخر». ويستشهد هؤلاء بما صرّح به الرئيس نبيه بري بعد اجتماعه الأخير بسفراء «الخماسية» وقوله إنّه لا مرشح معيّناً لدى هؤلاء، كما أنهم لا يضعون أي «فيتو» على أي من الأسماء المطروحة. وفي المقابل، تحرص طهران بحسب هؤلاء الديبلوماسيين على إظهار «موقف إيجابي» من «الخماسية».
وجواباً عن تأثير العلاقات الإيرانية – السعودية على لبنان، نفى الديبلوماسيون «وجود أي تأثير سلباً أو إيجاباً، انطلاقاً من أنّ حدود هذه العلاقات بين الجانبَين هي الشؤون الثنائية». وأعطى هؤلاء مثلاً، ملف اليمن الذي بقيَ «خارج تأثير» الاتفاق بين طهران والرياض الذي جرى برعاية الصين قبل عام.
في موازاة ذلك، يتحدث الديبلوماسيون عن «دفء» العلاقات بين سفيري إيران والسعودية في لبنان. ونسب الى السفير السعودي وليد البخاري قوله للسفير الإيراني مجتبى أماني عندما زاره قبل أسابيع: «نجتمع على محبتكم». كما قال البخاري لأماني: «علينا دين لزيارتكم». هذا ما يقوله الإيرانيون، لكن ما يقوله الآخرون فأمر آخر.
نقلا عن ” نداء الوطن”