
إيران تهدد باستهداف القوات البريطانية في جزر تشاغوس رداً على أي هجوم أمريكي
ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية في تقرير نشر يوم السبت 29 مارس 2025، أن إيران حذرت من أنها ستستهدف القوات البريطانية المتمركزة في جزر تشاغوس في المحيط الهندي، وذلك في حال حدوث أي هجوم أمريكي على الأراضي الإيرانية. وفقا لتصريحات مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى لم يذكر اسمه، أكدت طهران أنها ستوجه ضربات إلى القاعدة البحرية الأمريكية البريطانية المشتركة في جزيرة دييغو غارسيا، ردا على أي هجوم أمريكي.
وأوضح المسؤول العسكري الإيراني قائلا: “إذا تعرضت إيران لهجوم من أي قاعدة عسكرية في المنطقة تقع ضمن مرمى صواريخنا، فلن نفرق بين القوات البريطانية أو الأمريكية. عندما يحين الوقت، لن يهم إن كنت جنديا أمريكيا أو بريطانيا أو تركيا. إذا استخدم الأمريكيون قاعدتكم لمهاجمة إيران، فسوف تكونون هدفا.”
ردا على هذه التهديدات، أدان متحدث باسم الحكومة البريطانية هذه التصريحات، وقال: “نحن ندين هذه التهديدات بأشد العبارات الممكنة. تواصل الحكومة البريطانية العمل مع شركائها في المنطقة لتخفيف التوترات.” وأضاف المتحدث أن قاعدة دييغو غارسيا تلعب دورا حيويا في أمن المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأنها تسهم بشكل كبير في الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي.
يأتي هذا التهديد الإيراني في وقت حساس، حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 28 مارس 2025، أن إيران تتصدر قائمة القضايا التي يتابعها عن كثب. وفي هذا السياق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: “في رسالتي إلى علي خامنئي، قلت إنكم يجب أن تتخذوا قرارا، إما أن نتحدث ونحل القضية من خلال المفاوضات، أو أن أشياء سيئة للغاية ستحدث لإيران، وأنا لا أريد أن يحدث ذلك.”
وفي سياق متصل، أكدت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن طهران ستهاجم منشأة دييغو غارسيا بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الانتحارية في حال وقوع أي “عمل عدائي ضد الأمة الإيرانية”. وكشفت وسائل الإعلام الإيرانية عن امتلاك إيران لأسلحة كافية لهذا الهجوم، بما في ذلك صواريخ خرمشهر المتوسطة المدى وطائرات شاهد الانتحارية بدون طيار.
أفادت التقارير أيضا أن الولايات المتحدة قد أرسلت عدة قاذفات استراتيجية من طراز B-2، وطائرات للتزود بالوقود، وطائرات نقل إلى قاعدة دييغو غارسيا في 25 مارس 2025. حيث وصلت خمس قاذفات من طراز B-2 Spirit مع سبع طائرات نقل من طراز C-17 إلى القاعدة.
تعتبر قاذفة B-2 واحدة من الطائرات الاستراتيجية المتقدمة في ترسانة الولايات المتحدة، إذ يمكنها حمل القنابل الأكبر في المخزون الأمريكي. ويعتقد المراقبون أن نشر هذه القاذفات في المحيط الهندي يشكل جزءا من جهود إدارة ترامب لإضعاف قدرات النظام الإيراني.
تعد جزيرة دييغو غارسيا أكبر جزيرة في أرخبيل تشاغوس، وهي تحت السيادة البريطانية، ولكن هناك خططا للتنازل عنها لصالح موريشيوس. تعتبر هذه القاعدة العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا منذ السبعينيات نقطة خلاف رئيسية في اتفاقية تسليم جزر تشاغوس. وتستضيف القاعدة نحو 4000 عسكري ومدني أمريكي وبريطاني، بما في ذلك الجنود والمتعاقدين المدنيين. كما يوجد حوالي 40 جنديا بريطانيا في القاعدة، يعملون في مهام تتعلق بالشرطة والجمارك.
في إطار الصفقة المقترحة بين المملكة المتحدة وموريشيوس، من المتوقع أن يتم تأجير قاعدة دييغو غارسيا للمملكة المتحدة مقابل 90 مليون جنيه إسترليني سنويا، مما يتيح استمرار العمليات العسكرية في القاعدة.