مقالات

إيران اليوم لا هي جمهوريّة ولا هي إسلاميّة

مؤنس بخاري

إيران اليوم لا هي جمهوريّة ولا هي إسلاميّة، من وجهات نظر عديدة ومختلفة. فهي دولة قوميّة يحكمها نظام استبدادي. صنعتها الولايات المتّحدة الأميركية، ضرورة استراتيجية للتحكّم بأحوال الشرق الأوسط.
في أيلول سپتمبر ١٩٧٨ وبانقلاب على نظام الشاه، وضعت هيئة الإذاعة البريطانية BBC الخميني في دائرة الضوء. وسرعان ما أصبح “الخميني” اسماً مألوفاً في الغرب، حيث صوّر نفسه على أنّه “صوفي شرقي” لا يسعى إلى السلطة، بل سعى بدلاً من ذلك إلى “تحرير” شعبه من “الاضطهاد”. فجأة، انقلب موقف العديد من وسائل الإعلام الغربية، التي عادةً ما تنتقد مثل هذه الادّعاءات، وصارت واحدة من أقوى أدوات الخميني.
في نفس الفترة قرّرت إدارة كارتر في الولايات المتّحدة الأميركية سحب دعمها لحكومة الشاه وطلبت منه التنازل عن العرش. في وقت كانت تساعد فيه على تشكيل تحالف من الضبّاط العسكريّين ورجال الأعمال والدين، يدعمون تنصيب الخميني كزعيم روحي على غرار غاندي.
نجحت خطّة الولايات المتّحدة الأميركيّة. غادر الشاه إيران يوم ١٦ كانون الثاني يناير سنة ١٩٧٩ وعاد الخميني إلى إيران يوم ١ شباط فبراير إلى إيران.
في نهاية ١٩٧٩، أُعلنت {جمهوری اسلامی ایران} الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.
عقب ذلك، انهار الاقتصاد وتجمّد جهاز الحكومة، وكانت القوّات العسكريّة والأمنيّة في حالة من الفوضى، وتمرّدت القوّات العسكرية التي اكتشفت الحيلة. ومع ذلك، بحلول عام ١٩٨٢ كان الخميني وأنصاره قد سحقوا الفصائل المنافسة، وهزموا التمرّدات المحلّيّة وعزّزوا سلطتهم. وكان اندلاع الحرب العراقيّة-الإيرانيّة سنة ١٩٨٠ قدّم خدمة كبيرة للخميني لتمكين سلطاته في البلاد وقمع المعارضة وإبادتها.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى