إيران…الأمية تضرب طلاب المدارس وبلوشستان بالمقدمة
سلطت صحيفة "هم ميهن" الإيرانية، في تقرير لها بعنوان "كارثة الأمية"، الضوء على انتشار "موجة الأمية" بين طلاب المدارس في إيران، خاصة في محافظات: بلوشستان، وخراسان الجنوبية، وخوزستان، بسبب عدم وجود المرافق التعليمية
سلطت صحيفة “هم ميهن” الإيرانية، في تقرير لها بعنوان “كارثة الأمية”، الضوء على انتشار “موجة الأمية” بين طلاب المدارس في إيران، خاصة في محافظات: بلوشستان، وخراسان الجنوبية، وخوزستان، بسبب عدم وجود المرافق التعليمية، والفقر المدقع للتلاميذ وأسرهم.
وأوضحت الصحيفة، أن البيان الرسمي عن متوسط درجات الاختبارات النهائية للمحافظات وهو ما يظهر ما وصفته بـ “الوضع الكارثي للغاية” لجميع المحافظات.
ووفقًا لتقرير “هم ميهن” فإن هناك “انخفاضًا حادًا جدًا في التعليم” في جميع أنحاء إيران؛ حيث “يبلغ متوسط درجات الاختبار النهائي لجميع المجالات النظرية أقل من 10 درجات في عدة مناطق تحتلها إيران، من بينها: بلوشستان، وكرمان، وتشهار محال، وبختياري، ولورستان، وإيلام، وكرمانشاه، وكردستان، وأذربيجان الغربية، وجيلان، وكلستان، والأحواز.
وفي بلوشستان حيث أكثر الأوضاع تأزمًا بين جميع المناطق المذكورة سابقاً وبحسب قول أحد المعلمين في هذه المحافظة، فإنه من بين كل 20 تلميذًا ينتقلون من الصف السادس إلى الصف السابع، هناك ما لا يقل عن أربعة أو خمسة تلاميذ لا يجيدون القراءة والكتابة على الإطلاق.
واعتبر معلمو بلوشستان، في تصريحاتهم لصحيفة “هم ميهن”، عدم وجود مرافق تعليمية كافية، والفقر المدقع للتلاميذ وأسرهم، والتمييز التعليمي وعدم المساواة، من العوامل الرئيسة للوضع التعليمي البائس للتلاميذ في هذه المحافظة.
ووفقًا لقول دانش داد الله، وهو معلم بإحدى مدارس بلوشستان، فإنه “يتعين على طالب المدرسة الابتدائية أن يقطع مسافة 10 إلى 12 كيلو مترًا للوصول إلى المدرسة. وطالب المدرسة الثانوية أيضًا ليس لديه مدرسة على بُعد 20- 30 كيلو مترًا”.
كما نقلت صحيفة “هم ميهن” عن الناشطة الاجتماعية، مينا كامران، قولها: “إن جودة التعليم منخفضة للغاية، ولا يعرف الكثير من طلاب المدارس الثانوية جدول الضرب في المناطق الريفية بمحافظة بلوشستان، ولم يتم تعليمهم الكثير من الدروس الأساسية، بل إن البعض منهم لا يعرف الجمع والطرح”.
فيما قال بيروز نامي، مدرس إحدى المدارس في الأحواز لـ “هم ميهن”: “إن الأحواز الغنية بالنفط تواجه مشاكل خطيرة، مثل نقص الوسائل والمرافق التعليمية، وعدم تركيز المعلمين التابعين للنظام على التعليم؛ بسبب الرواتب المنخفضة للغاية، والوضع الاقتصادي البائس”.
وبحسب تقرير “هم ميهن”، فإن فصل الكمبيوتر، الذي يُدرّسه نامي، “يضم 32 طالبًا في بداية العام الدراسي، ويتسرب نحو 17- 18 منهم بحلول نهاية العام”.
وشرح هذا المدرس الوضع الاقتصادي البائس للغاية في الأحواز قائلاً: “طلبت إحدى المدارس من أهالي التلاميذ دفع 600 ألف تومان لمدة عام دراسي واحد. وفور الإعلان عن هذا الموضوع، أخذت 15 عائلة ملفات أطفالها”.
ويُشار إلى أن الأحواز تعتبر من أغنى المناطق من حيث الاحتياطيات والموارد الطبيعية والجوفية.
ووفقًا للخبراء، فإن نظام الجمهورية الإسلامية الثيوقراطي، من خلال هيمنته، التي استمرت أربعة عقود ونصف العقد على إيران، أهدر عشرات مليارات الدولار من ثروات البلاد على السياسات والأيديولوجيات المغامرة، بدلاً من الاستثمار في الموارد البشرية الهائلة للبلاد والاستخدام الأمثل لثروات وموارد إيران لتحقيق النمو والتنمية المستدامين، وهو الآن غير قادر على التعامل مع الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية الضخمة.