إسرائيل وحماس تسعيان للتوصل إلى وقف إطلاق النار وسط تصاعد القتال
مع تعثر التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تتصاعد الهجمات الاسرائيلية في القطاع، وهو ما يعكس الضغوطات من قبل مسؤولون فلسطينيون على قادة حماس بمحاولة لإقناعهم بالتنازل عن قضايا معينة في المفاوضات بهدف الوصل لوقف إطلاق النار.
استؤنفت المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس يوم السبت في قطر.
أكدت إسرائيل أنها أرسلت وفدا رفيع المستوى من مسؤوليها الأمنيين إلى قطر للمشاركة في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح 100 رهينة إسرائيلي تحتجزهم حركة حماس المتطرفة.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لوالدي الفتاة الرهينة الإسرائيلية ليري ألبيج، التي نشرت حماس مقطع فيديو يوم السبت، إن الوفد الإسرائيلي ذهب إلى قطر لإجراء مفاوضات وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منح الوفد “صلاحيات واسعة” للتوصل إلى اتفاق.
ونشرت كتائب عز الدين القسام مقطع فيديو لأحد الرهائن وهو الجندي ليري ألبيج، طالب فيه الحكومة الإسرائيلية بالتحرك من أجل إطلاق سراحه.
وأعلنت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، أن فريق المفاوض الإسرائيلي سيغادر إلى قطر يوم الجمعة، مضيفة أن بنيامين نتنياهو وافق بعد ذلك على تواجد هذا الفريق في قطر، وأن تقدما في المفاوضات وتغييرات في مواقف حماس شوهدت في الأيام الأخيرة.
وفي الوقت الحالي، لا يزال 96 رهينة إسرائيلية محتجزين في غزة، وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد توفي بعضهم أيضا.
قال بسام نعيم، أحد الأعضاء الرئيسيين في حركة حماس، في قطر، إن الحركة دخلت الجولة الجديدة من المفاوضات “بجدية وتفاؤل” وأنها مهتمة بالتوصل إلى اتفاق “في أقصر وقت ممكن” من أجل “مفاوضات كاملة” وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية دون تحديد دقيق للتفاصيل.
وحمل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حماس المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق. وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، قال بلينكن إن عدم وجود ضغط من المجتمع الدولي على حركة حماس لإلقاء سلاحها وإطلاق سراح الرهائن أمر مثير للدهشة.
وأضاف بلينكن أن إسرائيل وافقت مرارا وتكرارا على السماح لقوات حماس بالمرور عبر غزة. وقال أيضا إن إحدى العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق هي أن حماس، التي ترى الضغط الشعبي في إسرائيل على حكومة البلاد، تتراجع عن المضي قدما نحو التقدم في الاتفاق.
من ناحية أخرى، تتواصل أعمال العنف في قطاع غزة، وأعلنت مصادر في حركة حماس في غزة أن أكثر من 30 شخصا، بينهم 7 أطفال من عائلة واحدة، قتلوا في الهجمات الإسرائيلية يوم السبت. كما أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة عن مقتل 5 من قوات الأمن الفلسطينية، وصفهم الجيش الإسرائيلي بـ “منفذي الأنشطة الإرهابية”.
وأفادت وزارة الصحة في غزة أن 136 شخصا توفوا في غزة خلال اليومين الماضيين. واستأنفت حماس هجماتها الصاروخية على إسرائيل منذ نحو أسبوعين.
أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية إلى مقتل 45717 شخصا على الأقل في غزة، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.