
إسرائيل تستلم جثث أربعة رهائن إسرائيليين من حماس
في خطوة تمثل تطورا مؤلما في سلسلة أحداث ما بعد الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر 2023، قامت حركة حماس، اليوم الخميس بإعادة جثث أربعة من المواطنين الإسرائيليين الذين اختطفتهم خلال الهجوم.
تعتبر هذه هي المرة الأولى منذ الهجوم المروع التي يتم فيها تسليم جثث الإسرائيليين، مما يضيف فصلا جديدا إلى مأساة الأسرى والمفاوضات المستمرة بشأن الرهائن.
تسليم الجثث عبر الصليب الأحمر
في صباح اليوم، قام ممثلون عن حركة حماس بتسليم جثث أربعة إسرائيليين عبر الصليب الأحمر الدولي في خان يونس، جنوب قطاع غزة. شملت الجثث جثمان أصغر المختطفين، وهو طفل يبلغ من العمر 9 أشهر، إلى جانب شقيقه البالغ من العمر عامين، ووالدتهما.
كما تم تسليم جثة الصحافي البارز المؤيد للقضية الفلسطينية محمد أبو العطا، البالغ من العمر 84 عاما، الذي تم اختطافه مع زوجته البالغة من العمر 82 عاما.
كان هؤلاء الأربعة من بين 251 مواطنا إسرائيليا تم اختطافهم في الهجوم المفاجئ الذي وقع في أكتوبر 2023، والذي كان أحد أعنف الهجمات على إسرائيل في تاريخها الحديث. بعد الهجوم، تم إطلاق سراح 110 رهائن بعد شهرين من بدء الحرب، وتم تسليم 19 رهينة آخرين في الشهر الأخير خلال فترة وقف إطلاق النار.
الرهائن المتبقيون والمفاوضات المقبلة
على الرغم من إعادة جثث هؤلاء الرهائن، لا يزال 59 إسرائيليا في أيدي حركة حماس، ويتوقع أن تتجدد المفاوضات لتحديد مصيرهم. من المقرر أن تجرى عمليات تشريح لتحديد هوية الجثث التي استقبلتها إسرائيل رسميا، مع التأكيد على أن الحكومة الإسرائيلية ستواصل السعي لتحرير الرهائن المتبقين قبل أن يفقدوا حياتهم أيضا.في أعقاب إعادة الجثث، تجمع العديد من الإسرائيليين في ساحة تل أبيب للتعبير عن تضامنهم مع أسر الضحايا. وقد طالب المتظاهرون الحكومة الإسرائيلية بتكثيف جهودها لإطلاق سراح الرهائن المتبقيين وتقديم الدعم لعائلاتهم.
وفي نفس السياق، أصدر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بيانا رسميا عبر فيه عن الاعتذار للضحايا وعائلاتهم بسبب فشل الدولة في ضمان سلامتهم وحياتهم.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن عودة توابيت الرهائن كان يوما “حزينا” و”مفجعا”، مشددا على أن الحكومة ستواصل جهودها لتحرير الأسرى المتبقيين.من جهة أخرى، أثار استبعاد رئيس الوزراء نتنياهو لرؤساء جهاز الموساد والشين بيت من فريق التفاوض المقبل قلقا كبيرا في الأوساط الإسرائيلية.
فقد اعتبرت هذه الخطوة بمثابة تقليص لخبرات الأجهزة الأمنية ذات الاختصاص في المفاوضات، وهو ما أثار انتقادات حادة من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية وعائلات الرهائن.
وفي تبرير له، اتهم نتنياهو رئيسي الموساد والشين بيت بتقديم “تنازلات” في المفاوضات السابقة، وهو ما دفعه إلى تكليف رون ديرمر، وزير الاستراتيجية المقرب منه، بالقيام بدور رئيسي في المفاوضات المقبلة.