إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية.. آثار صحية وعدوانية
نتيجة الإدمان المستمر لأوقات كثيرة من قبل الأطفال للألعاب الإلكترونية، يتعرض العديد منهم لآثار صحية تؤثر على حياتهم وعدوانية سلوكهم الاجتماعي.
نتيجة الإدمان المستمر لأوقات كثيرة من قبل الأطفال للألعاب الإلكترونية، يتعرض العديد منهم لآثار صحية تؤثر على حياتهم وعدوانية سلوكهم الاجتماعي.
وتبرز مخاطر تلك الآثار من خلال إصابة الطفل باضطرابات نفسية، ومشاكل في النمو، وشحنات كهربائية، ومشاكل في رؤية العين، والابتعاد عن المحيط وتعزيز الانطواء الاجتماعي لديه، خاصة خلال السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل.
وعلى الرغم أن اللعب يُعد من الأنشطة المهمة التي تساهم في تطوير المهارات الذهنية من جوانب متعددة، وزيادة معدل الذكاء والفهم، وتعزيز طرق التعامل مع الآخرين، إلا أن التطور التكنولوجيا ساهم بشكل كبير في ظهور ألعاب إلكترونية عديدة.
ومن خلال بعض الألعاب الحديثة الرقمية والتفاعلية، يطور الطفل مهاراته الحركية ويعزز خياله وإبداعه ويتعلم كيفية التعامل مع الآخرين، مما يساعده على بناء شخصيته وتكوين قدراته الاجتماعية والعاطفية.
يقول المختص في علم النفس الإكلينيكي، وليد الرباصي لـ”العين الإخبارية”، إنه مع تقدم التكنولوجيا ظهرت الألعاب الإلكترونية، وعلى الرغم من فوائدها في تعزيز بعض المهارات الرقمية والتفكير السريع لدى مستخدميها، إلّا أن هناك سلبيات كثيرة لها كالإدمان عليها خاصة لدى فئة الأطفال.
ويضيف الأخصائي اليمني الرباصي، أن الألعاب الإلكترونية لدى الأطفال تترافق بعدة آثار سلبية، تتفاوت في شدتها بناء على نوع اللعبة ومدة الاستخدام، أبرزها العجز في التعبير عن المشاعر نتيجة قضاء وقت طويل في الألعاب الإلكترونية مما يؤدي لوجود فجوة وعدم قدرة الطفل على تحديد مشاعره بشكل صحيح.
كما تؤدي إلى تعزيز سلوكيات العنف لدى الأطفال فبعض الألعاب تروج للتصرفات العدوانية كأنها وسيلة لحل المشاكل.
وبحسب الرباصي فأن الإدمان المستمر للألعاب الإلكترونية، يتسبب بسلوك التمرد والعناد، فهو يعزز مشاعر التحدي والتمرد لدى البعض، خاصة في المراحل العمرية المبكرة.
ووفقا للرباصي فإن العزلة الاجتماعية نتيجة قضاء وقتاً طويلاً في اللعب والذي يتحول لاحقًا إلى عزوف عن التفاعلات الاجتماعية بالواقع، يؤدي إلى التقليل من فرصهم في تطوير مهارات التواصل الحي مع المجتمع المحيط.
كما يؤدي الإدمان الإلكتروني للأطفال، إلى التسلط والتنمر سواء داخل اللعبة أو خارجها، واكتسابهم الميل للكذب والخداع سواء في اللعبة نفسها أو في سياقات أخرى من حياتهم اليومية، نتيجة لتكرار مثل هذه السلوكيات داخل الألعاب.
ويشير الرباصي إلى أن هناك توصيات للتخفيف من الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية لدى الأطفال، وذلك من خلال مراقبة المحتوى من قبل الآباء والأمهات للمساهمة في اختيار الألعاب التي تتناسب مع العمر والنضج العقلي للأطفال والمراهقين، مع تجنب الألعاب التي تتضمن مشاهد عنف أو سلوكيات عدوانية.
وأنه يجب تحديد وقت اللعب كوضع حدود زمنية يومية أو أسبوعية لممارسة الألعاب الإلكترونية، مع تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة البديلة مثل، القراءة والرياضة والأنشطة الاجتماعية الأخرى.
وتابع الأخصائي، أنه يجب “تعزيز الحوار العائلي وأنه من الضروري فتح قنوات تواصل بين الأهل والأطفال وكذلك المراهقين، لمناقشة تأثير الألعاب الإلكترونية، وأيضا للتحدث عن القيم الأخلاقية وتحديات السلوكيات السلبية، مثل التمرد أو العناد، واستشارة الأخصائيين النفسيين في حالة ملاحظة سلوكيات سلبية متكررة أو مقلقة نتيجة للألعاب الإلكترونية”.
تعتبر منظمة الصحة العالمية في مسودة المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11)، “اضطراب الألعاب”، بأنه سلوكًا مرتبطًا بممارسة ألعاب الفيديو أو الألعاب الرقمية، والتي تتميز بفقدان السيطرة على المقامرة.
وبحسب المنظمة الدولية فإنه “من أجل تشخيص اضطراب الألعاب، يجب أن يكون نمط السلوك على درجة كافية من الخطورة، مما يؤدي إلى ضعف كبير في مجالات العمل الشخصية أو الأسرية أو الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية أو غيرها من المجالات المهمة، وعادة ما يكون واضحا لمدة 12 شهرا على الأقل.”