
أوضاع الخلافات بين المسؤولين في النظام الايراني بالشأن الداخلي و الخارجي
المكتب الإعلامى لتنفيذية دولة الأحواز
كانت المواقف المختلفة لمسؤولي حكومة طهران في مختلف المجالات المحلية والأجنبية دالة على ذلك آصبحت التحديات الخطيرة داخل نظام الحكم واضحة بشكل متزايد. هذه الاختلافات ليست فقط في
المستوى بين السلطات المختلفة، ولكن أيضًا في التعامل مع القضايا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. ويتناول هذا التقرير ثلاثة محاور مهمة تشمل الخلافات بشأن السياسات الداخلية، و ردود الفعل على الأزمات
الاقتصاد والفساد، والقضايا الاستراتيجية الخارجية،نحاول تقديم تحليل مفصل لحالة الخلافات داخل مسؤولي حكومة طهران.
1- الخلافات على الساحة الداخلية: مشروع الوفاق الوطني وفشله
مشروع “الوفاق” الذي يهدف إلى تحسين العلاقات بين الفصائل السياسية المختلفة داخل حكومة طهران، خاصة بين المسؤولين لقد بدأت الحكومة والقطاعات السياسية الأخرى، وهي تواجه مشاكل وتحديات جدية.
وقد أشار علي نظري، أحد الناقدين البارزين، بوضوح إلى هذا المشروع باعتباره سفينة تقطعت بها السبل على الشاطئ، وحذر من أن منافسين الرئيس الحالي في الانتخابات الماضية، مثل قاليباف وجليلي، لن يدعموا هذا المشروع بأي شكل من الأشكال، وفي الواقع، هم من المطالبين باستقالة بعض المسؤولين. وفي هذا السياق، تظهر انتقادات السيد نظري لعملية الانتخاب والتعيينات في الحكومة ، خاصة فيما يتعلق بمسعود بزيشكيان، تدل على عدم ثقة بعض الأطراف في عملية التوافق في الحكومة الذي تكلم عنه بزشكيان امام البرلمان الايران حينما ما دافع عن وزرائه المرشحين لكسب الثقة من المجلس. بمعنى آخر، على الرغم من الدعاية والادعاء بوجود اتفاق بين الأطراف المختلفة، إلا أن العديد من الجهات المتنافسة تحاول إيقاف و عرقلة حكومة بزشكيان. ويبحثون عن فرص لتعزيز مكانتهم على المستوى السياسي.
2- ردود الفعل على الفساد وعدم الكفاءة الاقتصادية:
من فساد حكومة الأسد إلى الفساد داخل إيران، هناك نقطتان بارزتان جديرتان بالملاحظة بين مسؤولي النظام الإيراني.
أولاً، انتقاد الفساد المالي في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
ثانياً، الشكاوى الداخلية من الفساد الاقتصادي داخل إيران.
وفي تحليله للفساد في الحكومة السورية، أكد أحد كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني أن الفساد المستشري في هذه الحكومة، بما في ذلك بين كبار القادة، يضعف المقاومة في سوريا ويخلق أزمات جديدة فيما يتعلق بالقوات الإيرانية المتمركزة هناك تثار هذه الانتقادات في ظل الضغوط التي تتعرض لها حكومة الأسد وتبنت الدول الأجنبية، وخاصة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، سياسات تقييدية تجاه إيران. بالإضافة إلى هذه الانتقادات للفساد الخارجي، تظهر تحليلات المسؤولين المحليين أيضًا عدم الرضا عن الفساد داخل البلاد.
بالانتقادات التي كانت تثار في الأوساط العامة فقط، أصبحت الآن تثار من قبل مسؤولين رفيعي المستوى مثل قادة الحرس الثوري الإيراني ومسؤولين كبار في الاجهزة الامنية في ايران. ويظهر هذا التغيير في النهج الأزمة القائمة بين كبار المسؤولين في حكومة طهران، خاصة في المجال الاقتصادي.
- مشكلات السياسة الخارجية: التناقض بين كلام المسؤولين والتطورات الميدانية
خلافات بين مسؤولي النظام الايراني، خاصة في مجال السياسة الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا و سقوط نظام بشار الأسد واضح للعيان.
وأشار علي قايني، ردا على كلام أحد قادة الحرس الثوري الإيراني حول سوء نية روسيا وفساد نظام الأسد ادى الى حذف سوريا من محور المقاومة، إلى التناقض بين المواقف الرسمية وغير الرسمية للسلطات الايرانية وطالب السلطات و لا سيما في المؤتمرات العامة التي تنظم من قبل المسؤولين ، كانت أكثر صراحة في التعبير و الكشف عن القضايا التي كان النظام يعتبرها اسرارا غير مسموح بالبوح بها في الملأ العام.
وفي هذا السياق، يبدو أن مسؤولي النظام الايراني يستغلون التبعية غير المشروط الذي يقدمه نظام الأسد لهم والعلاقات الروسية التي تبدو كانت تحمي ايران في الامم المتحدة منذ سنوات ، لتبرير دعمهم المالي الى النظام السوري و اذرعتهم في المنطقة، لكن الآن، وبسبب التطورات الجديدة، تزايدت الانتقادات الداخلية لهذا النهج بشكل متزايد. الحرس الثوري الإيراني، ردا على الهجمات الإسرائيلية على إيران ، أعلنوا أن الأضرار كانت “بسيطة” وتم تعويضها بسرعة، و لا داعى على ان تكون هناك تنازلات لصالح الغرب و لا داعي للخوف من ان بوصول ترامب الى البيت الابيض ، يعني دمار للاقتصاد الإيراني.
وتأتي هذه التصريحات في حين تسببت الهجمات الاسرائيلية الاخيرة على ايران ، بحسب بعض المسؤولين الايرانيين و شهود عيان والمصادر الأجنبية، في أضرار كبيرة، خاصة لأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية و منشات الطاقة الايرانية و التي انعكست سلبا على معيشة المواطن ولا سيما الكهرباء و الماء و الغاز الطبيعي. وتظهر هذه التصريحات الفجوات القائمة بين السلطات الأمنية والعسكرية في البلاد في طريقة التعامل مع الأزمات الخارجية و ادارة الصراع اقليميا و دوليا . لقد أصبحت الخلافات داخل منظومة النظام واضحة للعيان الآن، ولا يمكن أن تقتصر على الخلافات الفئوية أو التنافسية بين الجماعات السياسية.
وترتبط هذه الاختلافات بقضايا الاقتصاد الكلي والفساد والسياسة الخارجية والاستراتيجيات الأمنية. تصريحات السلطات المختلفة ومن انتقاد أداء دور محور ما يسمى المقاومة وسقوط نظام الأسد الذي استثمرت فيه ايران مليارات الدولارات ، إلى الانتقادات الداخلية للفساد الاقتصادي وعدم الكفاءة، فإنه يظهر الأزمات التي تدور على المستوى السياسي والتنفيذي في البلاد كبيرة جدا و من المتوقع ان بمجيء ترامب الى البيت الأبيض في ٢٠ يناير وتتفاقم الأزمة ومن المرجح جدا ان تجر الجمهور الي الشارع اعتراضا على الوضع المعيشي مما يؤدي الى اسقاط النظام ، اذا ما تكونت هناك إرادة دولية لاسقاطه.