أموال «الاتفاق النووي» ستنفقها إيران على منظماتها الإرهابية
عبد المنعم إبراهيم
ما تعتبره (واشنطن) أخبارا سارة في مباحثات (فيينا) حول الملف النووي الإيراني، يعتبره آخرون، بمن فيهم أعضاء في الكونجرس الأمريكي، أخبارًا غير سارة، بل مقلقة، فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الخميس الماضي إحراز (تقدم كبير) في مفاوضات فيينا، معتبرة ان إبرام اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني ممكن في غضون أيام إذا أظهرت (طهران) جدية في هذا الشأن، ولا تختلف تصريحات كبير المفاوضين الإيرانيين عن تصريحات (واشنطن) عدا إلقاء الكرة في ملعب أمريكا، حيث قال مساء الأربعاء الماضي (إنه بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، اقتربنا من التوصل إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى، ولكن ما لم يتم الاتفاق على كل شيء فلن يتم الاتفاق على أي شيء).. معتبرًا أن الأمر يعود الآن إلى شركاء المفاوضات لاتخاذ (قرارات جدية)!
بينما أعضاء في الكونجرس الأمريكي يتخوفون من عقد الاتفاق النووي مع إيران، من منطلق أنه سوف يوفر مليارات الدولارات الأمريكية لإيران التي سوف تنفقها على شراء الأسلحة من روسيا والصين، كما سوف يوفر الاتفاق القادم ضخ مليارات الدولارات للإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه، بحسب رأي عضو الكونجرس (كروز)، الذي اتهم إدارة الرئيس (جون بايدن) بأنها تغض الطرف عن إنفاذ العقوبات ضد مبيعات النفط الإيراني إلى الصين ودول أخرى، حيث قفزت المبيعات بنسبة 40 بالمائة، وذلك بقصد استرضاء إيران لإبرام اتفاق نووي جديد.
حين يقول سيناتور أمريكي مثل (تيد كروز) إن اتفاق (بايدن) الجديد مع إيران سيضخ مليارات الدولارات إلى الإرهابيين في المنطقة والعالم فإن هذا ليس مبالغة، بل حقيقة تؤكدها ممارسات أذرع إيران في المنطقة، فمنذ أيام قليلة ذكر زعيم حزب الله اللبناني (حسن نصرالله) في خطاب بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب أن كوادر ومهندسي (الحزب) تمكنوا من صناعة طائرات مسيرة (درون) من غير طيار في لبنان، بل وعرض هذه الطائرات للبيع لمن يريد! ويوم الجمعة الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي أن دفاعاته الجوية أطلقت النار على طائرة من دون طيار عبرت مجال إسرائيل الجوي، في ثاني حادث من نوعه خلال عدة أيام، وأن الطائرة تسللت من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، بينما قالت مصادر (حزب الله اللبناني) إن الطائرة المسيرة حلقت مدة 40 دقيقة بقصد الاستطلاع وعادت بدون إصابة إسرائيلية!
وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة اهتماما إيرانيا كبيرا بتسليح أذرعها الموالية لها في المنطقة، مثل جماعة الحوثيين في اليمن، وفصائل (الحشد الشعبي) الموالية لإيران في العراق، وتزويدهم بطائرات مسيرة، التي تستخدم في العراق لضرب قواعد عسكرية عراقية، ومطارات مدنية، والمنطقة الخضراء التي تؤمن الحماية للسفارات الأجنبية، بما فيها السفارة الأمريكية في بغداد.. بل استخدمت الطائرات المسيرة الإيرانية من قبل المليشيات العراقية-الإيرانية في قصف منزل رئيس الوزراء العراقي (مصطفى الكاظمي) ومنزل رئيس مجلس النواب من المكون السني (الحلبوسي) مؤخرًا.
كما سعت إيران من خلال خبراء ومهندسين من (الحرس الثوري الإيراني) ومهندسين من (حزب الله اللبناني) إلى تصنيع وتركيب طائرات مسيرة إيرانية مفخخة وتوفيرها لجماعة (الحوثي) الإرهابية في اليمن، واستخدامها لقصف منشآت ومطارات مدنية، ومنشآت نفطية، ومناطق سكنية في السعودية والإمارات، وقد صعّدت إيران مؤخرًا من استخدام هذه الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية ضد السعودية والإمارات.
هذا كله يحدث وإيران لم تحصل بعد على 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك الكورية الجنوبية بموجب عقوبات أمريكية سابقة، ولم تعد تصدير نفطها إلى العالم، بل لم تحصل على مليارات الدولارات المجمدة في البنوك الأوروبية والأمريكية.
فكيف الحال إذا وقعت إيران الاتفاق النووي الجديد مع أمريكا في مباحثات (فيينا) بعد أيام قليلة، وضخت كل الأموال والثروات الطائلة بين يديها إلى أذرعها العسكرية في دول المنطقة امتدادًا من حزب الله اللبناني مرورًا بمليشياتها الطائفية في سوريا! ومليشياتها الموالية في العراق! وذراعها الإرهابي (الحوثي) في اليمن! وضخت أموالها في خلاياها الإرهابية في البحرين والسعودية والكويت والإمارات!
حينها سيكون (الاتفاق النووي الجديد) مع إيران بمثابة خزينة مالية ضخمة في يد إيران، ستنفقها بسخاء كبير للعبث بأمن واستقرار دول كثيرة في الشرق الأوسط).. ويبدو أن أعضاء كثيرين في (الكونجرس الأمريكي) يرون خطورة ذلك على العالم، بينما للأسف لا ترى (واشنطن) وإدارة الرئيس (بايدن) مثل هذه الخطورة في حصول إيران على هذه الأموال الطائلة من وراء توقيعها الاتفاق النووي الجديد!
وهنا تمكن الخطورة في الاتفاق.
أخبار الخليج