أمريكا…التحقيق في وثائق مسربة تكشف تحضيرات إسرائيلية
أدى تسريب وثائق استخباراتية أميركية سرية إلى كشف خطة إسرائيلية لشن هجوم انتقامي على إيران، وقد بدأت السلطات بالولايات المتحدة تحقيقات لتحديد مصدر التسريب وتقييم الأضرار المحتملة
أدى تسريب وثائق استخباراتية أميركية سرية إلى كشف خطة إسرائيلية لشن هجوم انتقامي على إيران، وقد بدأت السلطات بالولايات المتحدة تحقيقات لتحديد مصدر التسريب وتقييم الأضرار المحتملة؛ حيث تتضمن هذه الوثائق تفاصيل حول التدريبات العسكرية وانتشار الأسلحة.
وأفادت تقارير لشبكة “سي إن إن” وموقع “أكسيوس” بأن تسريب الوثائق السرية الأميركية المتعلقة بخطة إسرائيلية للهجوم الانتقامي على إيران أثار قلقًا في واشنطن، مما دفع الولايات المتحدة إلى بدء تحقيق لتحديد كيفية حدوث التسريب.
ووُصفت هذه الوثائق بأنها “فوق سرية”، ولا يمكن الوصول إليها إلا لأعضاء اتحاد الاستخبارات “فايف آيز”، الذي يشمل الولايات المتحدة، ونيوزيلندا، وأستراليا، وبريطانيا، وكندا.
تم نشر هذه الوثائق عبر قناة تابعة لإيران على تطبيق “تليغرام” تُسمى “مراقب الشرق الأوسط”
وأُعدت هذه الوثائق من قِبل الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية، وهي وكالة مسؤولة عن تحليل الصور والمعلومات، التي تجمعها الأقمار الصناعية الأميركية. وتوفّر الوثائق معلومات حول استعدادات إسرائيل لهجوم محتمل على إيران في الأيام المقبلة.
وأشارت إحدى الوثائق المسربة، التي تحمل عنوان “إسرائيل: سلاح الجو يستمر في التحضير لضرب إيران”، إلى تدريبات جديدة نفذتها إسرائيل تحاكي جزءًا من هذا الهجوم، بينما توضح الوثيقة الثانية تحريك إسرائيل صواريخها وأسلحتها؛ تحسبًا لأي رد من إيران على الهجوم.
وفقًا لتقرير “نيويورك تايمز”، فقد ظهرت خلافات بين المسؤولين الأميركيين بشأن خطورة هذا التسريب؛ حيث رأى البعض أنه لم يكشف عن معلومات جديدة تتعلق بالقدرات الأميركية، في حين أشار آخرون إلى أن تسريب أي خطط حربية لأحد حلفاء الولايات المتحدة يمثل مشكلة كبيرة.
وعلى الرغم من أن الوثائق تشير إلى صور فضائية للتدريبات الإسرائيلية، فإنها لا تتضمن هذه الصور بشكل مباشر، وأفاد مسؤولون أميركيون بأن التحقيقات ما زالت مستمرة، وإذا لم يتم تسريب المزيد من الوثائق، فقد تكون الأضرار محدودة.
لكن من ناحية أخرى، فإن هذا التسريب يظهر مرة أخرى مستوى التجسس، الذي تمارسه الولايات المتحدة حتى على أقرب حلفائها.
وأكدت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، استنادًا إلى مصدر مطلع، صحة الوثائق، وأفادت بأن الولايات المتحدة تُجري تحقيقًا لمعرفة من كان بإمكانه الوصول إلى هذه الوثائق التابعة لـوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”.
وأضاف مسؤول أميركي أن هذا التسريب سيؤدي إلى بدء تحقيقات فورية من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) و”البنتاغون” والوكالات الاستخباراتية الأخرى.
تشير الوثائق إلى صور فضائية التقطت في 15 أكتوبر الجاري، خلال تدريبات عسكرية إسرائيلية؛ استعدادًا لضربة انتقامية محتملة ضد إيران. وشملت هذه التدريبات عمليات التزويد بالوقود جوًا، وعمليات بحث وإنقاذ. وذكرت الوثائق أن القوة المشاركة في التدريبات كانت مماثلة للقوة التي استخدمتها إسرائيل في هجومها على اليمن في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي.
يُذكر أن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، في الأول من أكتوبر الجاري، في ثاني هجوم مباشر من طهران، بعد الأول الذي شنته في إبريل (نيسان) الماضي على إسرائيل.