أما زال حكام العرب في غفوتهم؟ ومتىٰ يصحون منها؟؟
د.عامر الدليمي
الاحداث العسكرية والسياسية في هذه الأيام تتصاعد بوتائر متسارعة، والمتابع لها يقف أمام تسائل أو تحليل أحيانا، إذ أكثر ما يجلب الإنتباه لحدث كبير وخطير علىٰ مستوىٰ العالم، هو محاولة الغزو الروسي لجمهورية أوكرانيا، أسبابه و دوافعه،. فأوكرانيا من دول أوربا الشرقية إستقلت عن الإتحاد السوفيتي في 24/آب /1991م،الذي كان يحكمه الحزب الشيوعي،، وحالياً نظام الحكم فيها جمهوري برلماني، وعدد سكانها 42 مليون نسمة، وجغرافياً تعتبر منطقة إستراتيجية و المجال الحيوي والممر بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية، لذلك فإنها تشكل موقع صراع بينهما، فأمريكيا تجعلها خط دفاعي عن مصالحها ومصالح الدول الغربية، بينما تعتبرها روسيا خطراً يهدد مصالحها وتهديداً إستراتيجياً لأمنها القومي والسياسي، وخاصة عند حالة إنضمامها لحلف الناتو كحليف للمعسكر الغربي، لذلك فإن السياسة الروسية تشعر بخطر كبير، ودائماً ما يكرر هذا الخطر ويتطرق إليه الرئيس بوتين، وخشيته أن تكون أوكرانيا قاعدة لحلف الناتو، وصواريخه المدمرة ، إضافة أنه ما زال يحمل عقدة إنهيار الأتحاد السوفيتي الذي عاش ظروف تفككه الىٰ جمهوريات مستقلة إذ يعتبرها هزيمة أمام المعسكر الغربي، وما كان عليه إلا أن يثأر ويتخلص منها ويجعل لروسيا موقع أكثر تأثيراً في العالم وقيامه بالعمل على إرجاع جمهوريات الإتحاد سابقاً إلى روسيا و كما أقدم على إعادة جورجيا وشبه جزيرة القرم، لإحياء أمجاد روسيا القيصرية، وأن تكون لروسيا هيبتها وإحترامها، وقوتها العسكرية الابرز في العالم، وقوة لقراراتها خاصة في مجلس الأمن الدولي، فاقدم الرئيس بوتين صاحب القرار السياسي والعسكري الأعلى في روسيا و إزاء مخاوفه الجدية من نفوذ المعسكر الغربي في أوكرانيا قرر على غزوها، في حين تخلىٰ المعسكر الغربي عنها وخاصة أمريكيا إذ لم يكن لها فعل مؤثر موازي للفعل الروسي اونجد فيه ما يمنع روسيا من دخولها العسكري في أوكرانيا،
وأمام هذه الاحداث لا يستبعد المراقبين السياسين من تأثر وتحفز جمهورية الصين الشعبية ويثور التنين الأصفر للزحف العسكري نحو جزيرة تايوان لإعادتها للصين ، بعدما نشبت حرب بين الحزب الشيوعي الصيني والجيش الأحمر برئاسة ماوتسي تونك، والحزب القومي الصيني برئاسة شيانغ كاي شيك، ودحر القوميين إلى الجزيرة عام 1946م.
وامام هذه الأحداث أليس من حق المواطن العربي الغيور أن يتساءل، هل من صحوة ضمير للحكام العرب وأن يتعضوا من تجارب العالم، وفلسطين وشعبها تاريخياً وجغرافياً وقومياً جزء من أمة العرب، إحتلت من الصهاينة اللقطاء الذين لا حقوق لهم بها، وتشريد شعبها و إستباحة أرضها وأراضي عربية غيرها، والشعب العربي من المحيط الى الخليج ينتظر اليوم والساعة التي تتحرر بها أرض العرب المحتلة من الاستعمار، ومغادرة حكام العرب الانبطاح للأجنبي والتخلص من ثوب العبودية والإستسلام، وأن تكون لهم صحوة شجاعة من غفوتهم التي أذلت الأمة تاريخياً وأنسانياً وإعادة مجدها، والشعب العربي من المحيط إلى الخليج سيكون معهم إن تحقق ذلك بكل ما يملك من قوة مادية ومعنوية، والأمل بالله العظيم، وتلك الأيام نداولها بين الناس.