ألمانيا توقف مؤقتا قبول اللاجئين

أعلنت ألمانيا، الثلاثاء 8 أبريل، عن تعليق مؤقت لبرنامج إعادة توطين اللاجئين المعرضين للخطر في إطار التعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك قبيل تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في البلاد. وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس حيث تجري مفاوضات لتشكيل حكومة جديدة من المتوقع أن تتبنى سياسة أكثر صرامة تجاه الهجرة.

وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية، أكدت وزارة الداخلية الألمانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن قبول أي طلبات جديدة لإعادة التوطين لن يتم في الوقت الحالي.
وقالت المصادر المعنية إن الأمر سيستمر حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حول تشكيل الحكومة الجديدة في برلين، حيث تعتبر قضايا الهجرة من الموضوعات الرئيسية التي يتم التركيز عليها في المفاوضات الحكومية.

من المتوقع أن تعتمد الحكومة الألمانية المقبلة سياسة أكثر تشددا بشأن الهجرة، وذلك بعد أن كانت قضايا الهجرة جزءا من النقاشات الانتخابية في الانتخابات البرلمانية التي جرت في فبراير لماضي.
وفقا للوثائق التي حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية، اتفق الشركاء المحتملون في الائتلاف الحاكم، وهم الديمقراطيون المسيحيون بقيادة فريدريش ميرتز، والاتحاد الاجتماعي المسيحي في ولاية بافاريا، والديمقراطيون الاجتماعيون من يسار الوسط، على إنهاء برامج قبول اللاجئين الطوعية إذا كان ذلك ممكنا.

تعد ألمانيا من أبرز الدول الملتزمة ببرنامج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث تعهدت بقبول 13,100 لاجئ في العامين 2024 و2025. ويستهدف هذا البرنامج إعادة توطين اللاجئين المعرضين للخطر من مناطق مثل مصر والأردن وكينيا ورواندا.
وبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل 5061 شخصا إلى ألمانيا حتى الآن في إطار هذا البرنامج، ويشمل ذلك أيضا قبول اللاجئين السوريين من تركيا بموجب اتفاقية الاتحاد الأوروبي لعام 2016.
في الوقت الذي يثير فيه هذا القرار القلق بين اللاجئين والمجتمع الدولي، فإن ألمانيا كانت قد استقبلت حوالي 5000 لاجئ سنويا منذ انضمامها إلى البرنامج في عام 2012، لتصبح ثالث أكبر دولة في العالم بعد كندا والولايات المتحدة من حيث استقبال اللاجئين من خلال برنامج إعادة التوطين.
ورغم أن الولايات المتحدة أعلنت في وقت سابق تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب عن توقفها عن قبول اللاجئين في إطار هذا البرنامج، إلا أن الأمل يظل قائما في استئناف ألمانيا قبول اللاجئين بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

وأعرب كريس ميلتزر، المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، عن أمله في أن تستأنف ألمانيا برنامج إعادة التوطين للاجئين المعرضين للخطر بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
وأكد ميلتزر أن عملية إعادة التوطين ستظل تحت النظر في انتظار تشكيل الحكومة، وأن هذا القرار لا يعني نهاية التعاون بين ألمانيا والمفوضية السامية، بل مجرد تعليق مؤقت ريثما يتم الاتفاق على سياسة جديدة في هذا الشأن.