وصمات التضارب بين الحرس الثوري واستخبارات المحتل يُفجرها اغتيال زاده
كتب- محمد حبيب
وفقاَ لتقرير إخباري بأحد المواقع المعارضة داخل دولة الاحتلال الفارسي، الأسبوع الماضي، “إيران واير” Iranwire، أشار إلى وجود تصدع كبير داخل جدران الكيانات السيادية للمحتل الإيراني، نجمت بفعل عدم قدرة جهاز الاستخبارات الفارسي عن فك طلاسم عملية اغتيال العالم النووي فخري زاده، والتي قامت على إثرها وزارة الاستخبارات باستدعاء العديد من كوادر وأفراد الحرس الثوري للكيان المحتل، بهدف إجراء تحقيقات موسعة حول عملية الاغتيال ومايشوبها من غموض حتى الآن، وهو ما أثار امتعاض الحرس الثوري الفارسي، والذي أبدى استيائه ورفضه التام لحيثيات هذا الاستدعاء، وما يُمثله له من استهانة جديرة بدفعه نحو رفض امتثال أي من أفراد الحرس الثوري للتحقيق في بشأن الحادث.
وقد أشارت مصادر عديدة، أن استخبارات المحتل الإيراني لديها قناعة كافية بأن الحرس الثوري لا يملك من الصلاحيات التي تكفل له إجراء تحقيقات بشأن اغتيال فخري زاده، وأن الحرس الثوري في ظل خبراته المتواضعة بأبجديات العمل الاستخباراتي، قد تسبب في تكبد طهران خسائر فادحة، جراء العديد من المشكلات الأمنية التي تجرعت مرارتها إبان السنوات الماضية، وهو مايُشير إلى التضارب والازدواجية والعشوائية التي يتمرسها الكيان المحتل في توزيع المهام والاختصاصات بين أجهزته الأمنية أفضت إلى مافيه من توترات راهنة.
وأرجع محللون خطورة استمرار حالة الارتباك والعشوائية التي يشهدها الداخل الفارسي المحتل على استقرار نظامه الحاكم، لاسيما وسط حالة استياء كاملة تعيشها طهران المحتلة من قبل معارضيها، وتوضح مدى الارتباك الحاصل بين أجهزتها السيادية، بسبب عدم اقتناع المعارضة بالأسباب التي أعلنها الحرس الثوري للاحتلال الفارسي، باغتيال فخري زاده من خلال وسائل غير بشرية استخدمت فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ترى المعارضة أن الهدف من هذه الترجيحات ماهي سوى قصص خيالية يتم نسجها لمجرد إبعاد الأنظار عن العطب الجم واضمحلال القدرات الفنية والبشرية التي تشوب الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للكيان المحتل، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح في حالة التصدع الناشئة بين جهازي الاستخبارات والحرس الثوري فيما يتعلق بمسؤوليات ومهام كليهما حيال قضية الاغتيال.
كما توقع آخرون المزيد من الأزمات المتصاعدة بين المؤسسات الأمنية داخل طهران المحتلة ، لاسيما في ظل استمرار ضغط المعارضة بالدفع نحو عدم تصديق كافة الروايات التي يُطلقها جهاز الحرس الثوري، وبشأن الفوضى الأمنية التي يشهدها الكيان الفارسي المحتل، كون هذه الروايات تمثل للمعارضة منهجية متكررة يتمرسها الكيان الثوري لتهدئة الأجواء المشتعلة كلما ألمت به لطمة مدوية كهذه.