واشنطن تسعى لفك الارتباط بين لبنان وإيران: ضغوط وعقوبات مرتقبة
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية جهودها الحثيثة لفك الارتباط بين لبنان وإيران بشكل نهائي، حيث تتزايد التحركات داخل الكونغرس الأميركي لإقرار تشريعات من شأنها أن تغير المشهد السياسي والاقتصادي في لبنان.
تؤكد مصادر دبلوماسية أميركية أن لبنان سيواجه في المرحلة المقبلة ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة، التي تعتمد سياسة “العصا والجزرة” للضغط على البلاد.
وذكرت المصادر أن هناك قرار أميركي حازم يقضي بفك الارتباط بين لبنان وإيران بشكل كامل، وأن أي جهة تعارض هذا الخيار الدولي ستواجه عقوبات صارمة تستهدف زعماء سياسيين وكيانات مالية مرتبطة بالفساد أو متعاونة مع “حزب الله”، المصنف تنظيماً إرهابياً.
إن التوجه نحو فرض مزيد من العقوبات أصبح أكثر وضوحاً، حيث يجري حالياً دراسة ملفات تشمل 17 شخصية وكياناً سياسياً واقتصادياً. هذه العقوبات لن تقتصر على “حزب الله” بل ستشمل داعميه من مختلف الطوائف، مما يعكس نية واشنطن لتعزيز سيادة القانون في لبنان. ومن المتوقع أن تشمل العقوبات أيضاً شبكات مالية مرتبطة بـ”حزب الله” المتهمة بتبييض الأموال وتمويل أنشطة غير مشروعة.
و هناك اقتراحات قوانين تتبلور بين أعضاء الكونغرس الأميركي ومنظمات لبنانية – أميركية، تتضمن ثلاثة مشاريع رئيسة. أولها مشروع قانون يمنع الجماعات المسلحة من الانخراط في التطرف، وثانيها لمحاسبة القوى والشخصيات السياسية المتورطة في الفساد، وثالثها لملاحقة الشبكات المالية لـ”حزب الله”. يركز هذا الأخير على ملاحقة شبكتين ماليتين بارزتين في لبنان بعد الانهيار الاقتصادي في 17 أكتوبر 2019.
ومن بين القوانين المطروحة، يبرز “قانون منع إعادة توجيه المساعدات الأميركية” (PAGER Act) الذي قدمه النائب الأمريكي جريج ستيوب. يهدف هذا القانون إلى ضمان عدم وصول أموال دافعي الضرائب الأميركيين إلى “حزب الله”، كما يُطالب الحكومة اللبنانية باتخاذ خطوات ملموسة خلال 60 يوماً لنزع سلاح الحزب. ويعكس هذا التشريع التزام الكونغرس الأميركي بمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
في المقابل، ترى مصادر مقربة من “حزب الله” أن التصعيد الأميركي ضد لبنان ليس إلا محاولة لفرض أجندة سياسية تهدف إلى كسر “إرادة المقاومة”.
وتعتبر أن العقوبات والضغوط الأميركية ليست سوى أدوات للابتزاز السياسي تهدف إلى تركيع لبنان وإدخاله في دوامة الانصياع للأوامر الأميركية.
