
نقل جثمان جمشيد شارمهيد إلى ألمانيا بعد إعدامه في إيران
تم اليوم تسليم جثمان السجين السياسي مزدوج الجنسية جمشيد شارمهيد الذي أعدمته إيران قبل بضعة أشهر، إلى الحكومة الألمانية بعد استكمال الإجراءات القانونية.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية نقلا عن السلطة القضائية في الحكومة الإيرانية، أن عملية نقل جثمان شارمهيد إلى ألمانيا قد اكتملت، وأن هذا الإجراء، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية، “جاء في إطار الإجراءات القضائية والدبلوماسية واستجابة لطلب عائلتها”.
كان جمشيد شارمهيد، 69 عامًا، مواطنًا إيرانيًا ألمانيًا مزدوجًا وشخصية معارضة للنظام الإيراني، اختطفته قوات الأمن الإيرانية من دبي في عام 2020 ونقله إلى إيران. وقد اتُهم بـ “المحاربة” (الحرب على الإرهاب)، وفي النهاية حُكم عليه بالإعدام بتهمة قيادة مجموعة “الرعد” و”التورط في تفجير حسينية شيراز عام 2008″، والذي ادعت الحكومة الإيرانية أن هذه المجموعة هي التي نفذته.
تم تنفيذ حكم الإعدام فيه في 28 أكتوبر الماضي ، وقد أثار إعدامه ردود فعل دولية قوية.
وقد أعربت الحكومة الألمانية مراراً وتكراراً عن قلقها بشأن قضيته، ودعا المستشار الألماني أولاف شولتز إلى إلغاء حكم الإعدام فوراً قبل تنفيذه.
كما اعتبرت وزارة الخارجية الألمانية هذا الإجراء انتهاكا لحقوق الإنسان، ودعت إلى فرض المزيد من العقوبات على إيران.
وأثار إعدام شارميد انتقادات شديدة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحكومتي الولايات المتحدة وألمانيا.
ووصفت العديد من منظمات حقوق الإنسان، ومن بينها منظمة العفو الدولية، محاكمة هذا السجين السياسي بأنها غير عادلة واتهمت الحكومة الإيرانية بانتهاك حقوق المتهمين.
ردًا على إعدام جمشيد شارميد، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك أن إيران تعدم الإيرانيين لمجرد ممارستهم لحقوقهم الإنسانية الأساسية.
وتعتبر إعادة جثمان جمشيد شارميد إلى ألمانيا خطوة جديدة في قضية لا تزال تحمل أبعاداً سياسية ودولية واسعة.
ورغم أن إيران أقدمت على هذا الإجراء في إطار الإجراءات القضائية والدبلوماسية، فإن السلطات الألمانية لا تزال تعترض على طريقة اعتقاله ومحاكمته وإعدامه.
وقد تؤثر هذه القضية بشكل أكبر على العلاقات الإيرانية الألمانية وتؤدي إلى زيادة الضغوط الدولية على طهران.