ميسان.. حضارة عربية منسية نشأت بجانب العيلامية
حضارة ميسان هي حضارة عربية قديمة، نشأت في جنوب العراق في القرن الثاني قبل الميلاد، وذلك بعد تفكك إمبراطورية الاسكندر المقدوني. كانت عاصمتها خاراكس،امتدت شمالا حتى جنوب بابل في وسط العراق وعيلام جنوبا.
وكشفت عملیات التنقیب والدرسات الأثریة، آثار ونقود راجعة لدولة عربیة یرجع تاریخها إلی المائة الثانیة قبل المیلاد نشأة وتطورت في غربي الأحواز وجنوب العراق عرفت بـ “مملكة میسان العربیة”.
وقد استمرت بجانب الحضارة العيلامية، وضربت مسكوكات بأسماء عربية، وكان لها قوة عسكرية مهمة.
وكانت هذه الحضارة تشكل ميناء مهم على رأس الخليج العربي، حيث سيطرت على الملاحة في الخليج وفي شط العرب وأنهار الكارون ودجلة والفرات.
وظلت المملكة قائمة حتى اكتسحها الملك الأشكاني (متر يدتيس الرابع) في الاعوام (128 -147 م) واحتل عاصمتها ميشان (كرخا) ونقل اهاليها إلى مدينة (فرات – ميشان) التي كانت واقعة على نهر دجلة القديم جنوب المحمرة بحوالي (18 كم)
وفي تلك الفترة دخلت المسيحية إلى ميشان خاصة في مدينة جنديشابور بواسطة مبشرين قد قدموا من مدينة انطاكيا وأخذ يطلق عليها (بيت حوزاي) التي ربما أصل كلمة الأحواز، وسميت جنديشابور من قبل ساكنيها (بيت لافاط) أي مكان الهزيمة وانتشرت المسيحية في منطقة بيت قطرايا (قطر) وفي البحرين وفرات – ميشان (قرب البصرة فيما بعد).
وتقع مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، على مسافة 390 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد.
ويقول الباحثون في علم الاثار أن الميسانيين لهم صلة مع العمانيين وسجلوا كثير من أسماء ملوكها في السجلات اليونانية مثل ملك السويد.
و كانت المحمرة “خاراكس”عاصمة الحضارة الميسانية ومن اهم مدن هذه الحضارة هي مدينة الحويزه والعمارة والبصرة وابلة في العراق.
استمرت مملكة ميسان حتي العصر الاسلامي وكانوا أهل ميسان على الديانة المسيحية و من ثم اعتنقوا الاسلام وتم فتح مملكة ميسان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
جدير بالذكر أنه يوجد الكثير من الاثار والأبنية الميسانية في الأحواز العربية المحتلة وجنوب العراق.
وبالرغم من تواجد الكثير من الآثار ولكن بعض العلماء سعوا أن يثبتوها باسم الاشكاني والساساني رغم كل الاختلاف وعدم التشابه مع تلك الدويلات.