
مصادرة كنيسة الخمسينية في كرمانشاه يسلط الضوء على قمع الأقليات المسيحية
صادرت سلطات طهران كنيسة الخمسينية في مدينة كرمانشاه بكردستان الشرقية، التي تعود للأقلية الآشورية،بعد إغلاقها.
تعد هذه الكنيسة واحدة من أقدم المعالم الدينية في كردستان الشرقية، وقد تم تسجيلها كأثر وطني في ثمانينيات القرن الرابع عشر.
وتم بناء كنيسة الخمسينيةعلى مساحة 720 مترا مربعا، مع مساحة أرضية قدرها 170 مترا مربعا، في عام 1334 هـ (الموافق 1955 ميلادي). وهي مصممة من الطوب الأحمر والملاط بالرمل والأسمنت، ويتميز مدخلها الذي يتخذ شكل قوس روماني مرتكز على عمودين حجريين.
ومع ذلك، وبعد اعتقال راعي الكنيسة، ويلسون إيسوي، في عام 2009، ظلت الكنيسة مغلقة وبقيت أبوابها مغلقة على مر السنين.
وقضى إيسوي 54 يوما في سجن داستجرد في أصفهان، حيث تعرض للتعذيب، وفقا لزوجته، مما أدى إلى تدهور وضع الكنيسة التي كانت قد بدأت منذ ذلك الوقت رحلة نحو الخراب.
وفي وقت لاحق، أظهرت مقاطع الفيديو والصور التي تم تسريبها لحالة الكنيسة، أن المبنى يعاني من الإهمال والتدهور، ويبدو أنه في طريقه للاندثار في غياب أي جهود لإنقاذه أو ترميمه.
تعد كنيسة الخمسينية في كرمانشاه جزءا من تاريخ طويل من القمع الديني ضد الأقليات في إيران، خصوصا المسيحيين، الذين لا يعتبرون جزءا من الدين الرسمي. وقد شهدت الكنيسة إغلاق العديد من الكنائس في إيران بعد الثورة الإسلامية في عام 1979.
وفي تلك الفترة، عمدت حكومة طهران إلى مصادرة ممتلكات الكنيسة، بما في ذلك المستشفيات، مما تسبب في تدهور وضع المسيحيين في إيران، خاصة المتحولين منهم.
ويذكر أنه في يونيو من العام الماضي، تم هدم مستشفى مسيح، الذي كان يعتبر ثاني أهم مستشفى تاريخي في البلاد، بالكامل بواسطة حفارة. يعتقد أن هذا الهدم كان جزءا من سياسة حكومية شاملة تجاه الممتلكات المسيحية، الأمر الذي زاد من الإحباط والغضب داخل المجتمع المسيحي الإيراني.
تشير العديد من التقارير إلى أن المسيحيين الإيرانيين، وخاصة أولئك الذين تحولوا إلى المسيحية من الدين الإسلامي، يتعرضون لضغوط قاسية وقمع من قبل النظام الإيراني. رغم أن الديانة المسيحية معترف بها في دستور الجمهورية الإسلامية، فإن المتحولين إلى المسيحية يواجهون تهديدات مستمرة ضد حياتهم وحرياتهم الدينية.