قوة ونفوذ إيران يكمن في الخونة العرب الذين يخدمونها
عبدالمنعم ابراهيم
جزء كبيرٌ من قوةِ إيران ونفوذها في المنطقة لا يعتمدُ على قدراتِها العسكريَّةِ الذاتيَّةِ، ولكن يعتمدُ بشكلٍ كبير على مليشياتِها وأذرعِها العسكريَّةِ من المرتزقةِ العرب والخونة والعملاء الذين لا يكتفون فقط بالولاء لإيران ومرجعية المرشد الأعلى الإيراني، ولكن ينخرطون أيضا بشكلٍ كبير ومسلح للدفاع عن مصالح إيران في الدول العربية، فهناك كثيرٌ من المسلحين العراقيين الموالين لإيران يقاتلون ضمن المليشيات الإيرانية في سوريا، كما أن هناك مليشياتٍ عراقيَّةٍ مسلحة تقاتلُ في العراق لتنفيذِ أجندة إيران السياسيَّة داخل العراق، بل وتصطدمُ هذه المليشياتُ العراقيَّةُ والعميلة لإيران بالقواتِ النظاميَّةِ العراقيَّةِ داخل العراق، وتطلقُ الصواريخَ والمسيرات المفخخة ضد مليشياتٍ وأحزابٍ سياسية عراقية تختلفُ مع إيران في العراق.. ولا ننسى اعتمادَ إيران بشكلٍ كبير على (حزب الله اللبناني) الذي يسيطرُ على القرارِ السيادي في الدولة اللبنانية واعتباره (مفرخةً) للمرتزقةِ والخبراء العسكريين الذين يرسلُهم لدعم إيران في أية منطقة صراع عسكري أو سياسي أو عقائدي تكونُ فيه إيران طرفًا فيه لبسط النفوذ الإيراني هناك.. وكذلك اعتماد إيران على مليشيا الانقلابيين الحوثيين في اليمن، واستخدامهم أداة حرب داخل اليمن، وكذلك استخدامهم أداة حرب ضد السعودية والإمارات وبقية دول المنطقة.
هذه الشبكةُ من الأذرع الإيرانية الشاملة للخونة العرب هي التي تعتمدُ عليها إيران في بسطِ نفوذها في الدول العربية، وقد ذكرت (أخبار الخليج) بالأمس عبر مراسلها في بغداد إن الفصائلَ الشيعيَّةَ المسلحةَ في العراق تتأهبُ للبدء بمهمة مسك الحدود بين إقليم كردستان والمدن العراقية الإيرانية الحدودية لمنع التسلل إلى داخل الأراضي الإيرانية، وتسربت معلوماتٌ خاصة عن الاجتماع السري الذي عقده (إسماعيل قاآني) قائدُ فيلق القدس الإيراني مع عددٍ من قادة الفصائل تفيدُ بأن المسؤولَ الأمني أبلغ قادةَ المليشيات بضرورةِ الاستعداد لمسك الحدود بين العراق وإيران في المناطق الكردية لمنع تسلل عناصر كردية إيرانية إلى داخل المدن الإيرانية التي تشهدُ احتجاجاتٍ عنيفة منذ ثلاثة أشهر.
وأبلغ (قاآني) قادةَ الفصائل الشيعية بأن إيران ربما تضطر إلى شن هجوم من محورين على الإقليم الكردي لمداهمة معسكرات تأوي عناصر تابعة لأحزاب كردية معارضة إذا استمر تدفق تلك العناصر إلى الداخل الإيراني، ولا يثق الحرس الثوري الإيراني بقوات الحدود العراقية في مسك الحدود المشتركة بين البلدين، فقرر أن يوكل المهمة إلى الفصائل المرتبطة بإيران.. ولاحظوا أن هذا يتم من قبل إيران رغم أن الحكومة الجديدة في العراق حكومة موالية لإيران، ويسيطر عليها (تحالف الإطار) بزعامة المالكي رجل إيران في العراق، لكن رغم ذلك الحرس الثوري الإيراني لا يثق بالقوات العراقية النظامية (الرسمية) ويستبدلها بمليشيات مسلحة عراقية موالية لإيران!!
ليس هذا فحسب، بل إن الحكومة العراقية ترفض إدانة الهجمات العسكرية الإيرانية على الأراضي العراقية في إقليم كردستان العراق! ويقول مراسل «أخبار الخليج» الدكتور حميد عبدالله إنه على الرغم من استنكار وزير الخارجية العراقي (فؤاد حسين) التجاوزات الإيرانية على الأراضي العراقية، فإن جهات سياسية عراقية فاعلة ترفض إصدار بيانات إدانة في الجامعة العربية أو المحافل الدولية ضد إيران! وقد حدث هذا في آخر اجتماع للجامعة العربية في أقل من شهر حين اجتمع لمناقشة الهجمات الإيرانية والتركية العسكرية ضد العراق، ورفضت مندوبة العراق في الاجتماع تسجيل إدانة لإيران على هجماتها على أراضي بلادها مع موافقتها على إدانة الهجمات العسكرية التركية فقط!!
هل رأيتم موقفًا عراقيًّا ذليلا لإيران أكثر من ذلك؟! إن قائدَ فيلق القدس الإيراني (إسماعيل قاآني) لا يثقُ بالقواتِ العراقيَّةِ النظاميَّة لحراسةِ الحدود بين بلاده إيران والحدود العراقية، ويُوكلُ هذه المهمةَ العسكريَّةَ إلى المليشياتِ العراقية المسلحة الموالية لإيران هناك! ومن جهة أخرى لا تستطيعُ الحكومةُ العراقيَّةُ الرسمية أن تسجلَ أيةَ إدانةٍ للهجماتِ العسكريَّةِ الإيرانية ضد أراضيها العراقية! بل وتطلب من جامعةِ الدول العربية عدمَ إدانة إيران!!
ألم نقل لكم.. إن قوةَ إيران ونفوذَها ليس في جيشِها الإيراني، ولكن يكمنُ ذلك في الولاءِ الأعمى للخونةِ والعملاء العرب الذين يخدمونها في الدولِ العربية.
أخبار الخليج