قلق حقوقي من تنفيذ وشيك لإعدام السجين الأحوازي علي رضا مرداسي

أعربت منظمات حقوقية دولية وإقليمية عن قلقها البالغ إزاء تدهور الحالة الصحية للسجين السياسي الأحوازي علي رضا مرداسي، البالغ من العمر 52 عاما، والمعتقل في سجن شيبان بمدينة الأحواز، في ظل مخاوف متزايدة من تنفيذ وشيك لحكم الإعدام الصادر بحقه.

ويأتي هذا التحذير الحقوقي عقب تنفيذ سلطات الاحتلال الإيراني حكم الإعدام بحق ستة سجناء سياسيين أحوازيين في سجن الهويرة (سبيدار)، دون إخطار عائلاتهم أو منحهم فرصة الوداع الأخير، وهو ما اعتبرته المنظمات خرقا صارخا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

والسجناء الذين أعدموا هم علي مجدم، محمد رضا مقدم، معين خنفري، حبيب دریس، عدنان غبيشاوي (آلبوشوكة)، وسالم موسوي.

حالة مرداسي الصحية والظروف القاسية
بحسب مصادر حقوقية مطلعة، يعاني علي رضا مرداسي من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي وحساسية شديدة، ويواجه إهمالا طبيا متعمدا من قبل سلطات السجن، حيث يمنع بشكل صارم من نقله إلى مراكز طبية متخصصة، رغم تحذيرات الأطباء بشأن حالته المتدهورة.

وأشارت المصادر إلى أن قرار حرمانه من العلاج جاء بتوجيه مباشر من وزارة المخابرات الإيرانية، ما يزيد من خطورة وضعه الصحي واحتمال تعجيل تنفيذ حكم الإعدام.

ويبلغ علي رضا مرداسي، 52 عاما، وهو متزوج وأب لطفل واحد، من أبرز التربويين الأحوازيين، حيث عمل مدرسا في المدارس الابتدائية بالأحواز لأكثر من 25 عاما، واشتهر بدفاعه عن الحقوق الثقافية والمدنية للشعب الأحوازي، وخصوصا في مجال اللغة العربية والهوية القومية.

وقد اعتقل مرداسي بتاريخ 2 أغسطس 2023، وتعرض خلال فترة اعتقاله إلى تعذيب نفسي وجسدي أثناء التحقيق، قبل أن ينقل إلى العنبر الخامس في سجن شيبان، حيث يحتجز في ظروف بالغة السوء.

في تطور خطير، أصدرت محكمة الثورة في الأحواز، برئاسة القاضي أديبي مهر، يوم السبت 10 يوليو/تموز 2025، حكما بالإعدام بحق مرداسي، استنادا إلى تهم ذات طابع سياسي وأمني ملفق، من بينها “الإفساد في الأرض”، و”الانتماء إلى جماعات معارضة”، و”الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية”
وأدانت المحكمة ذاتها، في الجلسة نفسها، الناشط السياسي الأحوازي مسعود جامع (باوي)، والناشط فرشاد اعتمادي فر من محافظة كهكيلويه وبوير أحمد، بأحكام إعدام مماثلة، ما يؤكد، بحسب منظمات حقوقية، أن السلطات الإيرانية تستخدم القضاء كأداة قمع سياسية.

وصفت منظمات حقوقية هذه المحاكمات بأنها تفتقر إلى أدنى معايير العدالة والشفافية، مشيرة إلى أن المحاكمات السرية، والتهم الفضفاضة، والتعذيب أثناء الاحتجاز، تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.

وأكدت المنظمات أن هذه الإجراءات تأتي في إطار حملة قمع منهجية تشنها السلطات الإيرانية ضد المجتمع الأحوازي، بهدف تفكيك البنية المجتمعية، وكسر إرادة المقاومة السلمية للأهالي، عبر الترهيب والاعتقالات التعسفية والأحكام الجائرة.

ودعت منظمات حقوق الإنسان سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراح علي رضا مرداسي وجميع المعتقلين السياسيين فورا، وتوفير الرعاية الطبية العاجلة له وإنقاذ حياته، ووقف الانتهاكات المرتكبة داخل السجون الإيرانية، وخاصة بحق النشطاء الأحوازيين.