أهم الأخبارتقارير

فرار نجل مسؤول إيراني إلى تركيا بعد تورطه في كارثة ميناء رجائي في جمبرون

 

أفادت وسائل إعلام إيرانية غير رسمية، إلى جانب عدد من المدونين على منصات التواصل الاجتماعي، عن فرار حميد رضا عارف، نجل أحد كبار المسؤولين في حكومة الاحتلال الإيرانية، إلى تركيا، وذلك بعد أيام قليلة من الكشف عن تورطه في الانفجار الكارثي الذي هز ميناء رجائي في مدينة ميناء صباح السبت 26 أبريل/نيسان الجاري.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد الغضب الشعبي في الأحواز المحتلة، بعد تسريب معلومات من مصادر حكومية وأمنية تشير إلى أن حميد رضا عارف كان على صلة مباشرة بالشركة المسؤولة عن تفريغ شحنة مواد شديدة الانفجار وصلت إلى الميناء، يُعتقد أنها السبب الرئيس في الكارثة التي أودت بحياة وإصابة المئات.

وبحسب ما نقلته المصادر، فإن السفينة التي كانت تحمل الشحنة وصلت إلى رصيف الميناء دون المرور بإجراءات التفتيش الجمركي المعتادة، وذلك بعد تهديدات مباشرة أطلقها عارف ضد مسؤولي الميناء، تحت ذريعة “الالتفاف على العقوبات الدولية” المفروضة على طهران.

وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المادة المتسببة في الانفجار هي بيركلورات الصوديوم، والتي تُستخدم عادة في صناعة وقود الصواريخ الصلب، ما عزز من الشبهات حول طبيعة الشحنة والجهات التي تقف وراءها.

من جانبه، أوضح عباس نجاد، وهو أحد المسؤولين المحليين، أن حميد رضا عارف لعب دورًا محوريًا في تسهيل دخول الشحنة إلى الميناء، في إطار شبكة فساد واسعة مرتبطة بتهريب المواد المحظورة عبر المرافئ الإيرانية.

وأضاف أن هناك توثيقًا صوتيًا للتهديدات التي أطلقها نجل المسؤول، وأن التحقيقات ستكشف لاحقًا عن أسماء وشخصيات أخرى متورطة.

وفي أعقاب الحادث، خرج آلاف الأحوازيين في احتجاجات غاضبة في شوارع جمبرون ومدن أخرى، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة، وعلى رأسهم حميد رضا عارف.

كما دعت منظمات مدنية وحقوقية إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف، وإحالة كافة المتورطين إلى القضاء دون الالتفات إلى مناصبهم أو انتماءاتهم السياسية.

على الصعيد السياسي، شكلت هذه الفضيحة ضربة قاسية لصورة النظام الإيراني داخليًا وخارجيًا، حيث يرى مراقبون أن الحادث يكشف هشاشة البنية الأمنية والإدارية للمؤسسات الإيرانية، وتغلغل الفساد داخل أجهزة الدولة.

في حين امتدت تداعيات الحادث إلى الجوانب الاقتصادية، مع تسجيل خسائر بملايين الدولارات نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للميناء.

وأفاد باباك محمودي، رئيس منظمة الإغاثة والإنقاذ الإيرانية، بأن فرق الطوارئ لا تزال تعمل على رفع الأنقاض والبحث عن ناجين أو ضحايا محتملين، مشيرًا إلى أن الأبخرة السامة ودرجات الحرارة المرتفعة تعيق عمليات الإنقاذ في بعض المناطق المتضررة.

وسط كل هذه التطورات، يظل فرار حميد رضا عارف إلى تركيا موضع تساؤلات كبيرة، خاصة في ظل صمت رسمي من جانب السلطات الإيرانية، مما يزيد من الشكوك حول وجود محاولات للتستر على القضية، وهو ما قد يفاقم الأزمة السياسية في طهران ويزيد من الاحتقان الشعبي في الأحواز والمناطق الأخرى المتضررة.

 

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى