أهم الأخبارالعالم العربيتقارير

عودة العلاقات مع الاسد.. حماس ترضخ لايران وتطعن الثورة السورية

في انقلاب على مواقف حركة حماس، في موقفها من ثورة الشعب السوري ضد بشار الاسد، رغم المجازر التي مورست بحق الشعب السني في سوريا، اعادة الحركة علاقتها مع حكومة الاسد بعد الرضوع لطلب الايراني وميليشيات حزب الله الارهابية.
واتخذت حركة حماس مؤخرا قراراً بالإجماع يخص عودة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، بعد قطيعة دامت عشرة سنوات، رفعت فيها الحركة في بداية الأحداث علم الثوار بعد أن تصريحات سابقة داعمة للثورة السورية ورافضة لمجازر النظام الاسدي وايران وحزب الله الارهابي بحق الشعب السوري.
وأعلنت حماس، في بيان صحفي وزّعته على وسائل الإعلام، رسميا قرارها باستئناف علاقتها مع سوريا “خدمة لأمتنا وقضاياها العادلة وفي القلب منها قضية فلسطين لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا”.
بيان حماس الرسمي يعد اعتذار من الحركة عن الموقف الذي اتخذته من نظام الأسد في عام 2012 ووافقت خلاله على الشروط الثلاثة التي وضعها النظام من أجل استئناف العلاقات.
وأعربت الحركة عن تقديرها لـ “الجمهورية السورية قيادة وشعبا لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”. كما أعربت عن تطلعها في “أن تستعيد سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، ودعمها كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها”.
ولعل الجميع يتذكر كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بجامعة الأزهر في القاهرة في فبراير 2012، التي حيا خلالها الشعب السوري الطامح في الحرية والديمقراطية وكان ذلك اعلانا رسميا عن توجه الحركة لدعم ثوار سوريا بعد أن كانت الأوضاع وقتها توحي بأن مسألة سقوط الأسد قد أصبحت وشيكة أكثر من أي وقت مضى.
حركة حماس ذهب لاعادة العلاقات مع النظام السوري بعد قطيعة دامت لسنوات، كجزء من استعادة متانة العلاقات مع إيران وتكتسب نفوذا في مواجهة الدول العربية، في مقابل تقديم شرعية لنظام الأسد بمنحه صك النظام المدافع عن القضية الفلسطينية.
ومن أجل تحقيق عودة العلاقات بين حماس والاسد التقى رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية مع الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله في يونيو (حزيران) الماضي، وسبق وأن زار العاصمة الإيرانية طهران في 2021 للغرض ذاته.
وفي عام 2019 أثنى عضو المكتب السياسي محمود الزهار على بشار الأسد. وقال “فتح لنا كل الدنيا، لقد كنا نتحرك في سوريا كما لو كنا نتحرك في فلسطين، وفجأة انهارت العلاقة على خلفية الأزمة السورية، وأعتقد أنه كان الأولى ألا نتركه وألا ندخل معه أو ضده في مجريات الأزمة”.
عودة حماس إلى الاسد يعد سقطة وخطيئة سيكون ثمنها كارثياً ستزيد حدة الانقسام، خصوصاً لأنها اختارت حضن إيران بينما السلطة الفلسطينية في الحضن العربي.
وهاجم المجلس الإسلامي السوري إعلان حماس إعادة العلاقات مع نظام أسد، مستنكراً تجاهل الحركة لمشاعر ملايين السوريين ونصائح العلماء رغم تنكيل ميليشياته وأجهزته الأمنية بالسوريين والفلسطينين على حد سواء.
وقال المجلس في بيان، إن “الحركة بعد مضيها في التطبيع مع عصابة الإجرام وارتمائها في أحضان إيران قد انحرفت بوصلتها عن القدس وفلسطين، وخذلت أبناء الأمة خصوصاً في الشام والعراق واليمن تلك البلاد التي عاثت فيها ملالي إيران وعصاباتها الطّائفية فساداً وقتلاً وتدميراً”.
وأضاف البيان أن المجلس يرفض الطلب المقدّم له مؤخّراً من قيادة الحركة للاجتماع به، ويرى المجلس أنّه لا فائدة من اللقاء الذي دعت إليه الحركة بعد اتخاذ قرارها، مضيفاً أن على الحركة أن تتحمّل مسؤوليتها وحدها في مساندة مشروع الملالي الذي يعادي شعوب المنطقة بأسرها.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى