
سياسي إمارتي: إيران تقدم تنازلات غير مسبوقة في ملفها النووي
قال الدكتور عبد الخالق عبد الله، المحلل السياسي الإماراتي، إن إيران باتت تقدم تنازلات غير مسبوقة في ملفها النووي، ما يعكس بوضوح تراجع موقفها التفاوضي وضعف قدرتها على الصمود في وجه العقوبات الدولية والضغوط الاقتصادية.
وأوضح أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن كبار المسؤولين الإيرانيين تمثل تحوّلاً لافتاً في الخطاب السياسي لطهران، وتكشف عن استعدادها لتقديم تنازلات كبيرة لم تكن مطروحة سابقاً.
وأضاف عبد الله أن الموقف الإيراني الذي عبّر عنه علي شمخاني، مستشار خامنئي، لا يمكن تفسيره إلا بوصفه محاولة للبحث عن مخرج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، وأن إيران تدرك جيداً أنها لم تعد قادرة على تحمل تبعات العزلة الدولية، لذلك بدأت تُظهر ليونة واضحة في ملفات كانت تتعامل معها سابقاً بحزم وتشدد.
وتأتي تصريحات المحلل السياسي الإماراتي تعليقا على مقابلة تلفزيونية أجراها شمخاني مع شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، قال فيها إن إيران مستعدة لتوقيع اتفاق نووي جديد مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إذا تم رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.
وأكد شمخاني أن بلاده ستلتزم بعدم تصنيع الأسلحة النووية مطلقاً، وستتخلص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، كما ستوافق على تخصيب اليورانيوم فقط ضمن مستويات الاستخدام المدني، مع السماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على المنشآت النووية الإيرانية.
واعتبر الدكتور عبد الخالق عبد الله أن ما جاء في تصريحات شمخاني يعكس تحولاً استراتيجياً في الموقف الإيراني، ويشير إلى أن طهران أصبحت أكثر استعداداً للانخراط في اتفاقات دولية من موقع الطرف المتأزم وليس القوي، وهو ما يتطلب قراءة جديدة لمستقبل الملف النووي الإيراني في ضوء هذه المتغيرات.