أخبار الأحوازأهم الأخبارتقارير

حرائق هور العظيم تعود مجددا وتخنق سماء الأحواز بالدخان والتلوث

عادت حرائق الأهوار في الجزء العراقي من هور العظيم لتخيم بظلالها الثقيلة على الأجواء البيئية والصحية في الأحواز، حيث تصاعدت أعمدة الدخان مجددا، مهددة السكان والنظام البيئي الهش في الأحواز.

وبحسب مصادر بيئية محلية، اندلع الحريق في منطقة شديدة الجفاف داخل الأراضي العراقية من هور العظيم، وسط انخفاض حاد في منسوب المياه وكثافة في الغطاء النباتي الجاف، ما زاد من قابلية المنطقة للاشتعال.

وتعد مدينة الحويزة، الواقعة شمال غرب الأحواز، من أكثر المدن تضررا من هذه الحرائق المستمرة، حيث سجلت فيها مستويات مرتفعة من تلوث الهواء، مما أدى إلى انتشار حالات ضيق التنفس بين السكان، خاصة الفئات الأكثر ضعفا كالأطفال وكبار السن.

وتبذل السلطات في الأحواز جهودا دبلوماسية عبر التواصل مع الجانب العراقي لاحتواء الحريق، إلا أن ضعف التنسيق العابر للحدود ونقص البنية التحتية لمكافحة الحرائق في الجانب العراقي يعرقلان السيطرة السريعة على النيران.

حرائق متكررة… وأسباب معروفة
الحرائق في هور العظيم ليست جديدة، بل تتكرر منذ سنوات نتيجة تغير المناخ، وانخفاض تدفق المياه بسبب بناء السدود في تركيا والعراق، والاستغلال غير المستدام للأراضي الرطبة.
وفي عام 2018، تسبب حريق كبير في المنطقة بانتشار دخان كثيف غطى مدن الأحواز والخفاجية، واستمر لأكثر من شهرين، مخلفا آلاف حالات الاختناق ومشاكل في الجهاز التنفسي.

وفي عام 2020، اندلع حريق آخر دمر أجزاء واسعة من الغطاء النباتي، ما أدى إلى هجرة الطيور وانخفاض التنوع البيولوجي.
كما شهد عام 2022 سلسلة من الحرائق في كل من الجزأين الإيراني والعراقي من المستنقع، ما أبرز مجددا الحاجة الماسة للتعاون البيئي الإقليمي.

مخاطر صحية وبيئية متفاقمة
لا تقتصر أضرار هذه الحرائق على خسائر بيئية فقط، بل تمتد لتشمل تدهور جودة الهواء وتهديد الصحة العامة. فالدخان الناتج يحتوي على جسيمات دقيقة وغازات سامة، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، وزيادة معدلات أمراض القلب، وحتى التسبب في وفيات مبكرة في بعض الحالات.

وتكمن أهمية هور العظيم البيئية في دوره بتنظيم حرارة المنطقة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتوفير مصدر دخل لمجتمعات الصيد والزراعة.
ومع تكرار الحرائق، ينذر الوضع بتدمير نظام بيئي لا غنى عنه للسكان المحليين.

دعوات لاستعادة التوازن البيئي
يحذر الخبراء من أن انخفاض منسوب المياه هو العامل الرئيسي وراء اشتعال هذه الحرائق.
ويقترحون حلولا مثل استعادة تدفق المياه من السدود العليا، ومنع الاستغلال الجائر للمسطحات الرطبة، وإنشاء أنظمة إنذار مبكر لرصد نقاط الاشتعال المحتملة.

ومع تصاعد التلوث وتهديد حياة السكان، تتزايد الدعوات في الأحواز إلى تحرك حكومي أكثر فاعلية، وتعاون دولي عاجل لإنقاذ هور العظيم من كارثة بيئية مستمرة.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى