تنافس بين مصر والصين على لقب «أقدم صانع جبن في التاريخ»
اشتعل السباق على لقب أقدم جبن في العالم، حيث تزعم كل من الصين ومصر ملكيتها لهذا الطعام الشهي القديم.
اشتعل السباق على لقب أقدم جبن في العالم، حيث تزعم كل من الصين ومصر ملكيتها لهذا الطعام الشهي القديم.
وأجرى علماء الآثار في مصر مؤخرا اكتشافا رائدا في مقبرة بتاحمس، وهو مسؤول مصري قديم، حيث عثروا على جبن عمره 3200 عام.
وتم تحليل الكتلة الصلبة التي وجدت في الجرار المكسورة وتحديدها على أنها واحدة من أقدم أشكال الجبن المعروفة، المصنوعة من مزيج من حليب الأغنام والماعز.
ويعد هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة “الكيمياء التحليلية”، ملحوظا لأنه يوفر أول دليل على إنتاج الجبن في مصر القديمة.
وأشاد الدكتور إنريكو جريكو من جامعة كاتانيا، الذي قاد البحث، بهذا الاكتشاف باعتباره “أقدم بقايا صلبة أثرية من الجبن تم اكتشافها على الإطلاق”.
ومع ذلك، فإن هذا الادعاء يتعرض الآن للتحدي، ففي عام 2014، عثر علماء الآثار في حوض تاريم في شمال غرب الصين على بقايا مواد بيضاء بجوار مومياوات من العصر البرونزي، وكشفت التحليل الذي نشرت نتائجة في دورية “سيل”، أنها تعود إلى ما بين 3300 إلى 3600 عام، أي ما يقرب من 400 عام أقدم من الجبن المصري.
وبعد إجراء تحليل متقدم للحمض النووي، كشف الباحثون أن المادة هي جبن الكفير، وهو منتج ألبان مخمر معروف بخصائصه الحيوية، وصُنع جبن الكفير الصيني هذا من حليب البقر والماعز ويحتوي على أنواع بكتيرية لا تزال تستخدم في إنتاج الكفير الحديث.
وأكدت الأستاذة كياومي فو، رئيسة مختبر الحمض النووي القديم في الأكاديمية الصينية للعلوم، على أهمية الاكتشاف الصيني، وقالت: “هذه أقدم عينة جبن معروفة تم اكتشافها على الإطلاق في العالم”، مسلطة الضوء على ندرة مثل هذا الحفظ الغذائي القديم وأهميته لفهم الأنظمة الغذائية البشرية المبكرة.
وبينما تفتخر مصر بأقدم جبن تم اكتشافه في المنطقة، يتحدى جبن الكفير الصيني الآن فكرة أن الفراعنة يحملون سر أقدم جبن في العالم، ومع أن كلا الاكتشافين يقدمان رؤى قيمة حول ثقافة الطعام القديمة، فإن الجدل حول أي دولة يمكنها أن تدعي حقا أنها تمتلك أقدم جبن لا يزال غير محسوم.
ومع استمرار البحث، تسلط هذه الاكتشافات الضوء على الممارسات الطهوية المتنوعة للحضارات القديمة، مما يثبت أن الجبن كان جزءا مهما من تاريخ البشرية لآلاف السنين.