بين المبدئي الشجاع والانتهازي الانهزامي.
الدكتور عامر الدليمي
المبدئية وضوح الأفكار وإرتجال كلمة الحق عند نطقها بدراية تجعل صاحبها يتجلى فيه أفضلية بقدر كبير، عند عدم التخلي عنها أو إذعانه للباطل، فألمبدئية أساسها قوة الإرادة في الشخصية لرسم طريقها بفكر متميز مبدع خلاق. والتاريخ في العالم يشهد بأن مبدئية رجال ونساء جعلتهم يستشهدون في ظروف قاسية من أجل موقف شجاع كان أساسه الإيمان المطلق بمشروعهم في الحياة سياسي كان أم إجتماعي، ولم يتخلوا عنه لتربية وجدانية عالية في الضمير وحالة نقاء وصفاء حقيقي، كمرتكز أساسه قناعة تامة… هؤلاء وصفهم التأريخ بفخر وإعتزاز وجعلهم قدوة لمجتمعات متعددة وإن إختلفت الأفكار والمعتقدات فيها. أما أصحاب المواقف الانتهازية الانهزامية قد يحتفظ التاريخ للبعض منهم في سجله فسيكون في صورة سوداء معتمه وإطار مظلم وحالة قميئة تثير الاشمئزاز، كونها عملية أنانية ذاتية متقلبة لأفعال نفعية وسلوكية غير متوازنة في الشخصية ، واقعها إنتهازي إنهزامي في المواقف لمجانبتها الحق والحقيقة، أو الإضرار بالآخرين، حيث أنها تقدم صورة واضحة للضعف ليس لها ركائز أخلاقية سامية أو تربية سوية، مدلولاتها على فشل في حياة ناجحة، وقد تكون محاولة للهدم لاتستند لمفاهيم فضائل الأخلاق ، مما تشكل خطورة على المجتمع ولربما دماره بسبب مواقف متخاذلة أمام الحق، أو لحالة إنتهازية بعيدة عن المبدئية التي تساهم في ثبات الموقف، وعمل في الإصلاح وتنمية المجتمع وإستقراره وأمنه والصالح العام