بعد 6 أشهر من الحرب.. تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة وسط تصاعد الغضب ضد حماس
يشهد قطاع غزة تفاقماً في الوضع الإنساني، حيث يتفاقم الوضع الإنساني ، وتتزايد الحاجة للمساعدة الإنسانية بين الفلسطينيين للحصول على المواد الغذائية، مع عدم قدرة حماس على السيطرة على الأمور في ظل الحرب التي يشهدها القطاع، وسط مطالب بوقف الحرب وانهاء صفة الرهائن.
وعبر الفلسطنيين في غزة، عن استياءًا متزايدًا من عدم القدرة على توفير النواد الغذائية ومياه الشرب مع تدهور البنية التحتية في القطاع ونزوح أكثر من مليوني فلسطيني إلى مدينة رفح جنوب غزة، مع ساترمرا حركة حماس في تعنتها لتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويطلق سراح الرهائن.
وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتفاقم معاناة النازحين الفلسطينيين نتيجة للاستمرار في الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث يشهدون تفاقمًا خطيرًا للأوضاع في ظل ارتفاع درجات الحرارة المتسارع واشتدادها في فصل الصيف، وتزايد نسبة الرطوبة، وانتشار الحشرات والقوارض، مما ينذر بتفشي الأوبئة والأمراض وزيادة حالات الوفاة بسببها.
وحذر المرصد من ازدياد المخاطر، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وظروفهم الصعبة، سواء في مراكز الإيواء المكتظة أو في الخيام المصنوعة من النايلون التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة. وأكد المرصد أن النازحين يواجهون مصيرهم بمفردهم، حيث يتعرضون للحرارة المفرطة ويواجهون مخاطر متزايدة بسبب موجات الحر القاسية.
وأشار المرصد إلى أن انتشار الأمراض المعدية يتزايد بسبب الاكتظاظ وانعدام النظافة، وأن الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثر تأثرًا. وقد وثق المرصد حالات وفاة بسبب التهاب الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض، وسط ضعف في الرعاية الصحية ونقص في المياه النظيفة والإمكانيات الطبية.
كما اشارت منظمة الصحة العالمية إلى تزايد انتشار الأمراض مثل الكوليرا والإسهال والدوسنتاريا والالتهاب الكبدي الوبائي في قطاع غزة، وذلك بسبب الماء الملوث وتردي منظومة الصرف الصحي. تفيد التقارير بأن نقص الوقود في ظل أزمة الكهرباء الشاملة أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي، مما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية، وزيادة حالات الإصابة بالأمراض المعدية، مثل الإسهال والدوسنتاريا والتيفوئيد وشلل الأطفال.
وبعد 6 أشهر من الحرب العنيفة على غزة، يظهر أن حركة “حماس” تجد نفسها في مأزق كبير بخصوص حكمها للقطاع. تصر إسرائيل على استمرار القتال حتى تتخلى “حماس” عن إدارة السلطة، مما دفعها للتلميح بوضوح عن تنازلها عن السلطة بشكل كامل.
و كانت “حماس” تعارض بشدة فكرة تنازلها عن الحكم في غزة قبل عدة أسابيع، وكانت تطالب بضمانات دولية لبقائها في السلطة، وتؤكد على استمرار الإدارة الحكومية والأمنية في القطاع، لكن هذا السيناريو لم يكن واقعيًا على الأرض.
وفي تصريحات غير عادية وواضحة، أشار نائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، موسى أبو مرزوق، إلى عدم اهتمام الحركة بحكم غزة ودعمها لتشكيل حكومة تكنوقراط. هذا التصريح يعتبر التصور الأول الذي تطرحه “حماس” بشأن ما يمكن أن يكون “اليوم التالي” للحرب.
ويرى مراقبون أن هناك عدة عوامل دفعت “حماس” إلى الإعلان الرسمي عن استعدادها للتنازل عن حكم غزة، في مقدمتها التذمر الشعبي من استمرار “حماس” في الحكم على الرغم من حجم الدمار والمعاناة التي يتعرض لها النازحون، ووضع المجاعة الذي يعيشه سكان شمال غزة، بالإضافة إلى الشعور الشديد بالرغبة بوقف إطلاق النار من قبل المدنيين. وتأتي هذه العوامل في ظل الضغط الدولي غير المؤيد للحركة.
وإعلان “حماس” عن رغبتها في التنازل عن الحكم وتسليمه لحكومة تكنوقراط جاء في توقيت يتزامن مع محادثات يُجريها إسماعيل هنية وفريقه السياسي لوقف الحرب في غزة وإقامة هدنة إنسانية في النهاية.
ويعتقد مراقبون سياسيون أن “حماس” أدركت عجزها عن مواصلة الحكم في القطاع بعد الحرب، نظرًا لعدة عوامل، منها ملف إعادة الإعمار وعدم قبولها من السكان المحليين والمجتمع الدولي.