حرب الجوع.. المجاعة في غزة وقادة حماس في رفاهية خارج القطاع
يواجه شمال قطاع غزة أسوأ مجاعة في العالم، نسبة إلى حجم السكان، خلال العقود القليلة الماضية ، في ظل فشل جهود وقف إطلاق النار بالقطاع مع تصاعد غضب الشعبي ضد قادة حماس لعدم التوصل إلى صفقة جديدة ، واستمرار الحرب التي أسفرت عن آلاف الضحايا والمصابين.
وانتقد العديد من الفلسطنيين على وسائل التوصل الاجتماعي قادة حماس، واتهموهم بالتضحية بأهالي غزة على حساب مصالحهم الخاصة في ظل وجود أغلب القادة وعائلاتهم خارج القطاع.
وأعرب سكان غزة عن غضبهم وإحباطهم من حماس، وقال أحد السكان : “قيادة حماس يجلسون في الفنادق وقد جلبوا علينا كارثة”.
والواقع أن الوصول الإنساني إلى قطاع غزة بأكمله، مع السماح للسلطات المدنية والجماعات المدنية بحماية توزيع المساعدات، أمر ضروري لمنع هذه النتيجة. ورغم أن إسرائيل سمحت بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة في مارس ، فإن ذلك لم يكن كافياً.
ويقول عدنان عبد العال، الذي فر بحثاً عن الأمان أربع مرات خلال الأشهر الماضية: “حماس… دمرتنا”،مضيفا “لا أدري ما إذا كانوا قد فكروا في الأمر، وماذا سيحدث لنا. لم نتلق أي إنذار بالمغادرة”.
وتقول وسام حميد، وسط دخان الفرن الطيني الذي يخبز فيه الفلسطينيون الخبز بالقرب من خيمة: “يتعين على حماس أن تأخذ بعين الاعتبار شعبها. فكل راع مسؤول عن قطيعه”.
وأضافت: “نحن لسنا سعداء بردهم على الإطلاق” لقد فقد منزله بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة غزة ويعيش الآن في رفح”.
يقول المحلل السياسي الفليسطني لـ “دولة الأحواز”، إن “حماس تركز في المقام الأول على البقاء على الكرسي، وحكم غزة بشكل أساسي. ولأنهم لا يهتمون بشعب غزة، فهم لا يهتمون بمعاناتهم”.
وأضاف، إن حركة حماس أجرمت وألحقت الضرر بالشعب الفلسطيني مثل الاحتلال الإسرائيلي، وهي لن توقف الحرب الا اذا ضمن البقاء في السلطة بقطاع غزة، رافضة كل المقترحات حول إدارة القطاع، من قبل السلطة الفلسيطينة.
ولفت إلى أن قادة حماس لا يعنيهم استمرار عداد الضحايا في غزة أو الجوع بالقطاع، فاستشهد نحو 44 ألف فلسطينياً، و104 آلاف مصاب جراء العدوان، فيما قادة حركة “حماس” المقيمين في قطر أقاموا عشاءً فاخراً لمناقشة الصراع الدائر في القطاع.
وأوضح الأيوبي أن أرقام الضحايا والجوع أدوات تستخدمها الحركة ، في الاستمرار بالمراوغة حول إدارة قطاع غزة، فالقادة يعيشون بأريحية في فنادق قطر وتركيا، ولا يعنيهم كم سيقتل من أبناء الشعب الفلسطيني.
فيما يقول المحلل الفلسطيني عبد الباري فياضإذا تحدثت عن أهداف حماس من استمرار الحرب في غوة فهي تتلخص في كلمة واحدة وهي “العودة للسلطة”، ، فبرغم الحرب التي أشعلتها، فقد ظلت قيادات الحركة قابعة في الدوحة، تعيش وتأكل وتنعم بمباهج الحياة، بينما يموت الشعب الفلسطيني في غزة وتيتم الأطفال وتُعذب النساء ويشرد من بقى حيا يصارع الحرب الإسرائيلية التي لا ترحم صغيرا أو كبيرا.
وأضاف أن هناك عددًا من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، وهم إسماعيل هنية الذي اغتاله الإسرائيليون في طهران في الحادي والثلاثين من يوليو ، وموسى أبو مرزوق وخالد مشعل، تبلغ ثروتهم مجتمعة نحو 11 مليار دولار، أما مشعل، الذي قد يصبح الزعيم القادم لحماس، فتبلغ ثروته وحده نحو 3.2 مليار دولار، وهذا المبلغ يكفي لإطعام غزة بأكملها وتوفير المساكن لها، وهذا ما يكشف مدى التناقض الصارخ بين أولويات القيادة والاحتياجات العاجلة للأسر التي تعاني من الدمار.
ويقول المحلل السياسي المصري محمد أبو ليلة لـ”شبكة دولة الأحواز” :”مع كل حرب تشتعل، يتكرر السؤال ذاته: ما الذي حققته “حماس”، الحركة التي تمسك بزمام الأمور في القطاع، من مقاصد الإسلام، التي تدعو إلى حقن الدماء وصيانة الأرواح؟ وهل كان استفزاز الاحتلال الإسرائيلي في صالح غزة، أم أنه أضاف المزيد من الألم والمعاناة على كاهل البسطاء من سكان القطاع؟”.
وأضاف أبو ليلة “يدّعي قادة الحركة أنهم يدافعون عن الشعب الفلسطيني ومقدساته، إلا أن الواقع يطرح تساؤلات مشروعة حول جدوى هذه السياسات التي جلبت على غزة دمارًا واسع النطاق، أحياء بأكملها سُويت بالأرض، مئات الآلاف فقدوا مساكنهم، وآلاف الشهداء والمصابين هم الثمن الذي يدفعه الشعب في كل مواجهة”.
وتابع المحلل السياسي المصري قائلا ” يدافع أنصار “حماس” عن سياسات الحركة بأنها تهدف إلى مقاومة الاحتلال، وهو حق مشروع للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، لكن هل تم اختيار الوقت والأسلوب المناسبين؟ هل تم النظر في الكلفة البشرية والمادية التي يدفعها سكان غزة نتيجة هذه المواجهات؟ الحقيقة المؤلمة هي أن الاستفزازات غير المحسوبة غالبًا ما تكون ذريعة لإسرائيل لشن عمليات عسكرية واسعة النطاق، تنتهي بإضعاف البنية التحتية وزيادة معاناة البسطاء”.
وقال أبو ليلة ” في خضم هذا المشهد المأساوي، يبقى البسطاء في غزة هم الضحية الأولى والأخيرة.المواطن الفلسطيني، الذي يبحث عن لقمة العيش وأمان أسرته يجد نفسه تحت وطأة الحصار والقصف. الأطفال الذين كان من المفترض أن يحملوا أحلام المستقبل أصبحوا يحملون ندوب الحرب. الأمهات والآباء الذين فقدوا أبناءهم يدفعون ثمن سياسات لا يملكون حق الاعتراض عليها”.