أهم الأخبارمقالات

الظلم في الجغرافيا ما تُسمّى إيران ليس من الإسلام، بل من النظام الإيراني الفارسي العنصري

 

وسيم الأحوازي

من الضر‎وري أن نوضح الحقيقة كما هي، بدون تزييف ولا خلط بين الدين والسياسة ولا بين العقيدة والأطماع القومية. ما يحدث اليوم في الجغرافيا [جغرافيا] ما تُسمّى “إيران” من ظلم واضطهاد وقتل وإعدامات بحق القوميات غير الفارسية ليس له أي علاقة بالإسلام، لا من قريب ولا من بعيد. بل هو نتيجة مباشرة للفكر القومي الفارسي المتطرف، الذي يفرض سيطرته على الشعوب الأصيلة في تلك الأرض، مثل العرب في الأحواز، الكرد، البلوش، الآذريين والتركمان وغيرهم.
‎القوميات غير الفارسية في تلك الجغرافيا تعاني من احتلال داخلي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. اللغة تُمنع، الهوية تُمحى، الحقوق تُسلب، وحتى الأسماء تُحرَّف. وهذا القمع ليس جديدًا، بل هو امتداد لتاريخ طويل من التعصب القومي الفارسي، الذي كان قبل الإسلام واستمر بعده، وتمت تغطيته لاحقًا برداء ديني لتبرير جرائم سياسية عنصرية.
‎الإسلام يرفض العنصرية والظلم
‎من أولى مبادئ الإسلام، أن الناس سواسية لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى. والقرآن الكريم واضح في هذا المبدأ، إذ يقول:

[بسم الله الرحمن الرحيم]
“يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
‎ وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم
‎عند الله أتقاكم” (الحجرات: 13).

‎الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قالها بوضوح في خطبة الوداع: “كلّكم من آدم، وآدم من تراب”. إذن، منبع الإسلام الحقيقي يرفض تمامًا أي شكل من أشكال التمييز أو القومية المتعصبة.
‎الجذور القومية للظلم في الجغرافيا [جغرافيا] ما تُسمّى إيران
‎الفرس، ومنذ عهد الإمبراطوريات القديمة كالساسانيين، يحملون مشروعًا توسعيًا يهدف للهيمنة على الشعوب المجاورة وفرض ثقافتهم الخاصة، حتى لو كانت بالقوة. بعد الفتح الإسلامي، [تظاهر العنصريون من الفرس ] بالإسلام لكنهم حافظوا على عنصريتهم [سرًا]، وأحيوا ما يُسمى “الهوية الآرية” التي تضع الفرس فوق باقي الشعوب. ظهر ذلك في كتابات العديد من مفكريهم، مثل الفردوسي في “الشاهنامه”، الذي مجّد القومية الفارسية وحطّ من قدر العرب وغيرهم.
‎في العصر الحديث، تحولت هذه العنصرية إلى سياسة رسمية. ومنذ عهد رضا شاه في أوائل القرن العشرين، بدأت السلطة الفارسية بمشروع “تفريس” ممنهج، تم فيه:
‎منع اللغات القومية غير الفارسية، كالعربية والبلوشية والكردية والآذرية.
‎تغيير أسماء المدن والقرى التاريخية إلى أسماء فارسية.
‎سلب الموارد الطبيعية من المناطق القومية، مثل نفط [و غاز و مياه ] الأحواز وثروات بلوشستان.
‎الإعدامات والاعتقالات بحق الناشطين من الشعوب الأصيلة، تحت حجج أمنية ودينية ملفقة.
‎الفرس خارج الجغرافيا يزوّرون الحقيقة
‎بعض الفرس الذين يعيشون في الخارج، خصوصًا في أوروبا وأمريكا، ينشطون في الإعلام ووسائل التواصل، ويحاولون قلب الحقيقة. بدلاً من أن يعترفوا بجرائم النظام الإيراني الفارسي العنصري ضد القوميات، يحاولون تحميل كل ذلك للإسلام والعرب. يقولون إن “هذا الظلم جاء مع الإسلام”، وإن “العرب هم من جلبوا القمع إلى المنطقة”.
‎لكن هذه مغالطة خطيرة. فالواقع يثبت أن:
‎الإسلام في جوهره حرر الشعوب، ولم يحتلها.
‎أكثر من يعاني اليوم هم المسلمون العرب في الأحواز، والبلوش، وغيرهم.
‎القوميون الفرس [الصفويون و القوميون الفرس] يستخدمون الدين كغطاء، ولكن حقيقتهم قومية لا دينية.
‎حتى المسلمين السنة [احذف كلمة سنة] في تلك الجغرافيا يُضطهدون، فقط لأنهم ليسوا فرسًا أو ليسوا تابعين للمذهب الرسمي للنظام.
‎الدليل من الواقع والتاريخ
‎خذ على سبيل المثال ما يحدث في الأحواز العربية:
‎شعب عربي مسلم، تم احتلال أرضه عام 1925.
‎يمنع من تعلم لغته الأم.
‎تُعدم نخبه، وتُسلب ثرواته، ويُحرَم من أي حقوق.
فهل الإسلام هو من أمر بهذا؟ أم النظام الإيراني الفارسي العنصري [الصفوي] الذي يريد محو العرب من الوجود في تلك المنطقة؟
‎في بلوشستان، الشعب البلوشي المسلم يُقتل وتُغتصب أرضه، ويُحرم من أبسط الخدمات، فقط لأنه ليس فارسيًا ولا يخضع للهوية الفارسية المفروضة.
‎وفي كردستان والآذريين والتركمان، القصة تتكرر بشكل أو بآخر.
‎الإسلام بريء، والظالم معروف
‎من هنا نقول بوضوح:
ليس الإسلام هو من يظلم هذه الشعوب.
وليس العرب من جلبوا الاضطهاد لتلك الجغرافيا.
بل هو النظام الإيراني الفارسي العنصري، الذي يستخدم الدين كأداة سياسية، ويشوّه صورة الإسلام لخدمة أهدافه.
‎القوميات تحت الاحتلال داخل الجغرافيا [جغرافيا] ما تُسمّى إيران، مثل الأحوازيين والبلوش والتركمان والكرد، ليسوا ضحايا الإسلام، بل ضحايا مشروع قومي استعماري، هدفه محو هوياتهم والسيطرة على أرضهم وثرواتهم.
‎التضليل في المصطلحات
‎من المهم أن نحذر من استخدام مصطلح “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، لأنه يمنح شرعية زائفة لنظام ظالم، ويُسيء إلى الإسلام الحقيقي. التعبير الدقيق [الصحيح وليس الدقيق] الذي يكشف الواقع هو: “النظام الإيراني الفارسي العنصري”، لأنه يوضح بجلاء أن ما يجري هو مشروع قومي عنصري، لا علاقة له بالإسلام ولا بالجمهوريات.
‎الخاتمة
‎العدل لا يعرف قومية، والظلم كذلك. والحق يجب أن يُقال: النظام الإيراني الفارسي العنصري [الصفوي] هو أصل كل هذا الاضطهاد، وليس الإسلام. الإسلام الحقيقي، كما نزل على النبي محمد [(ص)]، جاء بالحرية والعدالة والمساواة بين الشعوب. وما يفعله هذا النظام، ومن يسانده من القوميين الفرس داخل الجغرافيا أو في الخارج، لا يمثل الإسلام أبدًا، بل يمثل فكرًا عنصريًا قوميًا [صفويًا] خطيرًا يجب فضحه وكشفه للعالم

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى