السعودية تُفعّل منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية “ثاد” لمواجهة التهديد الإيراني

أعلنت وزارة الدفاع السعودية عن تفعيل منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية المتطورة “ثاد” (THAAD) داخل أراضي المملكة، في خطوة تهدف إلى ردع أي تهديدات وشيكة من إيران.

وأوضحت الوزارة أن المنظومة تم تدشينها بعد اجتيازها لاختبارات وفحوصات فنية دقيقة، كما أُجريت تدريبات ميدانية للكوادر المختصة على تشغيلها وصيانتها.

ووفقًا للتقارير، تم الحصول على بطارية “ثاد” ضمن صفقة دفاعية بلغت قيمتها 15 مليار دولار أُبرمت خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وتشمل الصفقة ست بطاريات إضافية، و44 منصة إطلاق، و360 صاروخ اعتراض.

وقد طوّرت شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية هذا النظام الدفاعي المتقدم، الذي صُمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى خلال المراحل النهائية من مسارها، باستخدام تقنية “الضربة القاتلة” (Hit-to-Kill)، التي تعتمد على التصادم المباشر دون الحاجة إلى رأس حربي.

وفي تطور لافت، كشفت صحيفة Arab News في مايو الماضي أن المملكة أتمت تصنيع أولى مكونات منظومة “ثاد” محليًا في مدينة جدة، ووصفت هذه الخطوة بأنها تطور نوعي في مسار توطين الصناعات الدفاعية السعودية، وذلك بالشراكة بين القوات المسلحة السعودية وشركة “لوكهيد مارتن”.

وفي بيان صادر عنها، قالت الشركة: “هذا الإنجاز يُجسّد نجاح التعاون المشترك في تعزيز الخبرات التصنيعية المحلية، ويُسهم في تقوية القاعدة الصناعية الدفاعية في المملكة، إضافةً إلى دعم مرونة سلسلة الإمداد الأمريكية.”

وأضاف البيان: “من خلال هذا البرنامج، نُسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 وتعزيز القدرات الدفاعية الإقليمية، كما نُوفر وظائف تصنيع عالية الجودة في الولايات المتحدة، مما يعكس قيمة الشراكة مع شركة AIC Steel والمملكة العربية السعودية.”

تجدر الإشارة إلى أن منظومة “ثاد” نُشرت أيضًا في إسرائيل في أكتوبر 2024، ضمن جهود الدعم الأمريكي خلال التوترات مع إيران، حيث تم إرسال فريق تقني أمريكي مكوّن من 100 فرد لتشغيلها.

وتُظهر قدرات “ثاد” تفوقًا تقنيًا ملحوظًا، إذ يستطيع رادارها تتبع الأهداف الجوية على مسافات تتجاوز 2000 كيلومتر، ويُمكنها اعتراض الصواريخ ضمن مدى يصل إلى 200 كيلومتر وعلى ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومترًا، ما يجعلها واحدة من أكثر الأنظمة الدفاعية تطورًا في العالم.