الري بالتجويف.. محاولة لإنقاذ الزراعة في الأحواز من عطشٍ تسببه سرقة المياه
في ظلّ تفاقم أزمة الجفاف وتراجع مناسيب المياه في الأراضي الزراعية، يواصل الخبراء في الأحواز البحث عن حلول علمية لإنقاذ الزراعة التي كانت يومًا ما العمود الفقري لاقتصاد المنطقة.
وبينما يشكو المزارعون من الإهمال المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الإيراني وسرقتها المستمرة لمياه الأنهار الأحوازية وتحويلها إلى الداخل الإيراني، تظهر مبادرات محلية تحاول التمسك بما تبقى من الأمل.
وفي هذا السياق، قال الدكتور نادر سلامتي، عضو الهيئة العلمية في مركز الأبحاث والتعليم الزراعي والموارد الطبيعية في الأحواز، إن طريقة الري بالتجويف تعد من أهم الحلول الممكنة لمواجهة شح المياه وإنقاذ القطاع الزراعي من الانهيار.
وأوضح في حديثه أن هذه التقنية تقوم على تقليل كمية المياه المستخدمة في وحدة المساحة، ما يحدّ من نسبة التبخر ويمنع هدر المياه في الحقول.
وأضاف سلامتي أن تطبيق هذه الطريقة يمكن أن يوفر ما يصل إلى 20 في المئة من استهلاك المياه في زراعة البرسيم، وهو أحد المحاصيل الاستراتيجية في مدن مثل بهبهان، التي تعاني منذ سنوات من نقص حاد في المياه بسبب سياسات التحويل الممنهجة التي تنتهجها طهران، والتي حوّلت مجاري الأنهار الأحوازية إلى محافظات فارسية، تاركة المزارعين يواجهون العطش وحدهم.
وأشار الخبير إلى أن تحسين أساليب الري السطحي من خلال ضبط تدفق المياه وتوزيعها بدقة، وإعادة استخدام المياه المتجمعة في نهاية الحقول، يمكن أن يسهم في تقليل الخسائر المائية.
كما شدد على ضرورة تطوير أنظمة الري بالرش والتنقيط تحت السطحي، مؤكداً أن الأخيرة تُعدّ من أكثر الطرق تطورًا وكفاءة، إذ توضع الأنابيب المزودة بالنقاطات داخل التربة بالقرب من جذور النباتات، مما يضمن أقصى استفادة من المياه ويمنع نمو الأعشاب الضارة.
ورغم ما تحققه هذه الحلول من نتائج إيجابية، إلا أن الخبراء في الأحواز يؤكدون أن أي إصلاح زراعي حقيقي لن ينجح ما دامت سلطات الاحتلال الإيراني تستمر في نهب المياه وتجاهل مطالب المزارعين المحليين الذين يعانون من الجفاف والتصحر وتدهور الإنتاج.
ويختتم سلامتي حديثه بالتأكيد على أن التزام المزارعين بهذه الأساليب العلمية الحديثة يمكن أن يشكل خط الدفاع الأخير أمام التغير المناخي وسياسات الإهمال الممنهج، وأن الأحواز رغم جفافها المتزايد لا تزال تملك القدرة على النهوض من جديد إذا توفرت لها العدالة في إدارة مواردها الطبيعية.
