أهم الأخبارتقاريرغير مصنف

الحرس الثوري الإيراني يكشف عن قاعدة تحت الأرض مزودة بصواريخ كروز في الخليج

 

كشفت مليشيات الحرس الثوري الإيراني، التابع لحكومة طهران، عن قاعدة بحرية تحت الأرض في الخليج. وتمتد القاعدة، التي لم يعلن عن مكانها، على عمق 500 متر تحت الأرض، وتتضمن أنفاقاً لإيواء سفن “طارق” القادرة على إطلاق صواريخ كروز والاختفاء عن الرادار.
وأعلن التلفزيون الإيراني الرسمي، الذي بث صورا لزيارة حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري، في 19/01/2025، أن القاعدة هي واحدة من عدة منشآت مماثلة للقتال البحري.

وجاء ذلك في ظل تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، واعتبرته وسائل إعلام دولية بمثابة استعراض للقوة العسكرية للجمهورية الإسلامية ضد التهديدات من الولايات المتحدة وإسرائيل.التهديد الذي يواجهه النقل البحري التجاري في الخليج؛ الحرس الثوري واستعراض القوة في المناورات العسكرية.

في الوقت الذي تجري فيه البحرية التابعة للحرس الثوري مناورات عسكرية في الخليج، تزايدت التقارير التي تتحدث عن أنشطة متوترة في المنطقة. وبحسب منظمة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة البريطانية(UKMTO)، تلقت السفن التجارية في شمال الخليج رسائل لاسلكية تطلب تغيير المسار. وربطت المنظمة هذه الإجراءات بشكل مباشر بمناورات الحرس الثوري.

وقد  اقترب قارب عسكري صغير من سفينة تجارية على بعد 86 ميلاً بحرياً شمال شرق المياه السعودية واستخدم “ضوء ليزر أخضر وامض” للإشارة إلى السفينة لتغيير مسارها ودخول المياه السعودية. إيران. وذكرت التقارير أن السفينة واصلت مسارها بعد أن ابتعد القارب العسكري.

مناورات الحرس الثوري الإيراني؛ رسالة سياسية أم تعبير عن القوة؟

وفي الوقت نفسه الذي حدثت فيه هذه التطورات، أكد علي رضا تنكسيري، قائد القوات البحرية للحرس الثوري، في كلمة له، أن رسالة التدريبات موجهة إلى “دول خارج المنطقة”، والتي يشكل وجودها، على حد قوله، “عقبة أمام إقامة علاقات دبلوماسية مع دول أخرى”. “الأمن” في منطقة الخليج. ورغم أنه لم يسم الدول المستهدفة بشكل مباشر، إلا أن نشر الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في البحرين يعتبر هدفا ضمنيا لهذه التصريحات.

نظرة على التوترات السابقة في الخليج

ولا يعد اقتراب الزوارق العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني من السفن التجارية في المياه المفتوحة للخليج ظاهرة جديدة. وفي وقت سابق، كانت هناك تقارير عن قيام هذه القوات بالاستيلاء على سفن. وعادة ما تشتد هذه الإجراءات خلال الفترات التي تتزايد فيها التوترات السياسية بين حكومة طهران والدول الغربية.
وفي وقت سابق، وجهت الولايات المتحدة اتهامات إلى شقيقين إيرانيين وباكستاني في قضية تهريب الأسلحة، متهمة إياهم بتسهيل تهريب الأسلحة.

في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وجهت الولايات المتحدة اتهامات إلى شقيقين إيرانيين تابعين للحرس الثوري ونقيب باكستاني بتهريب الأسلحة والتعاون في برنامج أسلحة الدمار الشامل الإيراني. وجاءت هذه الاتهامات في لائحة اتهام أصدرها أيضًا المدعي العام الفيدرالي الأمريكي.

وبحسب لائحة الاتهام، فإن شهاب ويونس ميركازيهي، شقيقان إيرانيان، ومحمد بهلوان، قائد القارب الباكستاني، متهمون بتهريب أجزاء صواريخ ومعدات عسكرية إلى إيران لشحنها إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.

مقتل بحارين أميركيين أثناء عملية تفتيش

وترتبط الاتهامات الموجهة لقوات الحرس الثوري الإيراني أيضًا بحادث في بحر العرب حيث اختفى بحاران أمريكيان أثناء تفتيش قارب وتم التأكد من مقتلهما. وكانت السفينة تحمل أجزاء صواريخ قال مسؤولون أميركيون إن إيران أرسلتها إلى الحوثيين في اليمن.
تفاصيل القبض وحجز الشحنة
ويقبع محمد بهلوان وثلاثة من أفراد طاقم القارب قيد الاحتجاز منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي، لكن الأخوين الإيرانيين لا يزالان طليقين. وأعلنت البحرية الأميركية حينها أن الشحنة تحتوي على أجزاء إيرانية الصنع، وكان من المقرر إرسالها إلى المتمردين الحوثيين.

تاريخ أنشطة البحرية الأمريكية في المنطقة
وجاءت هذه العملية في إطار المهام الردعية التي تقوم بها البحرية الأميركية في مياه البحر الأحمر وخليج عدن. وفي وقت سابق، نفذت البحرية الأميركية مهام لاعتراض السفن التي تحمل الأسلحة إلى اليمن ومكافحة القراصنة.
وتأتي الاتهامات الجديدة الموجهة إلى الرجال في وقت تزايدت فيه التوترات في المنطقة، حيث استولى الحرس الثوري مؤخرا على ناقلة نفط أخرى في الخليج. وتعتبر هذه التطورات مؤشرا على تصاعد الصراعات في مياه المنطقة وارتباطها المباشر بالصراعات الدائرة في الشرق الأوسط.

الحرس الثوري الإيراني يحتجز ناقلة نفط أخرى في الخليج

في 29 يوليو/تموز 2024، أعلن الحرس الثوري الإسلامي في بيان أن قواته البحرية استولت على ناقلة نفط أخرى في الخليج واعتقلت تسعة من طاقمها بتهمة “تهريب الوقود”.

وذكر بيان للمنطقة البحرية الثالثة للحرس الثوري الإيراني، أن الناقلة التي تحمل اسم “بيرل جي” وترفع علم دولة توغو الأفريقية، تم ضبطها بأمر من السلطة القضائية لحكومة طهران. السفينة التي كانت تحمل 700 ألف لتر من الوقود، مملوكة لمقيم عراقي في دبي بالإمارات العربية المتحدة.

وزعم الحرس الثوري أيضًا أن الناقلة تم احتجازها بالقرب من حقل آراش النفطي، وهي منطقة متنازع عليها بين إيران والكويت، أثناء تفريغ الوقود المهرب من الصنادل الإيرانية، وتم نقلها إلى ميناء الإمام الخميني (سربندر) مع طاقمها الهندي.

حوادث احتجاز متكررة لناقلات النفط في الخليج
استيلاء الحرس الثوري على ناقلتي نفط في الخليج خلال أسبوع واحد في أكتوبر/تشرين الأول ويوليو/تموز 2024؛ كما تم ضبط ناقلة نفط تحمل علم توغو و12 من أفراد طاقمها بتهمة تهريب الوقود. كما ضبط الحرس الثوري ناقلة نفط أخرى في المياه الواقعة جنوب غرب ميناء بوشهر وعلى متنها 1500 طن من النفط والغاز البحري.

بزعم مكافحة تهريب الوقود؛ غطاء لإقصاء المنافسين في الخليج
ونشرت وسائل إعلام إيرانية مراراً، نقلاً عن مسؤولين في الحرس الثوري، تقارير عن مكافحة تهريب الوقود في الخليج. وبسبب انخفاض أسعار الوقود في إيران مقارنة بالدول الإقليمية، فإن تهريب الوقود إلى الدول المجاورة يشكل تحدياً اقتصادياً، وتعتبر الجمهورية الإسلامية بيع الوقود خارج النظام الحكومي تهريباً. لكن الحرس الثوري هو أحد أكبر مهربي الوقود في المنطقة، ويقوم بكل العمليات المذكورة أعلاه من أجل القضاء على المنافسين لهذه الأعمال الضخمة في تهريب الوقود، وكذلك من أجل خلق حالة من انعدام الأمن في منطقة الخليج.

لكن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين اتهموا إيران مرارا وتكرارا باستغلال هذه الذريعة للاستيلاء على السفن وتعطيل حرية الملاحة.
تاريخ من النوبات المشابهة
في 5 ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلن الحرس الثوري أنه احتجز سفينتين على متنهما 34 فردا أجنبيا بتهمة تهريب أكثر من 4.5 مليون لتر من الوقود في الخليج. وفي فبراير/شباط 1402 هـ أيضاً، تم ضبط سفينة تحمل مليوني لتر من الوقود المهرب بالقرب من ميناء بوشهر، وتم اعتقال 14 من طاقمها.
وتستمر عملية الاستيلاء على السفن في الخليج، وتجذب اهتماماً دولياً. ولا يزال مصير الناقلتين وطاقمهما المحتجزين غير واضح.
التداعيات المحتملة على سلامة الشحن
إن أنشطة الحرس الثوري الإيراني الأخيرة واستعراض القوة في التدريبات لها آثار بعيدة المدى على أمن الشحن التجاري في الخليج. ومن ناحية أخرى، قد تؤدي هذه الإجراءات إلى زيادة المخاوف بشأن أمن الطاقة والتجارة العالمية، حيث يعد الخليج أحد أهم الطرق لنقل النفط والغاز. ومن ناحية أخرى، تزيد هذه السلوكيات من احتمالية نشوب صراعات عسكرية مباشرة أو غير مباشرة بين حكومة طهران ودول المنطقة أو القوى الإقليمية من خارج المنطقة.

وتشكل المناورات العسكرية التي يقوم بها الحرس الثوري الإسلامي والسلوكيات المرتبطة بها جزءًا من استراتيجية حكومة طهران لإرسال رسالة إلى الدول الإقليمية وخارج المنطقة. ورغم أن هذه الإجراءات تهدف إلى إظهار القوة، فإنها تنطوي أيضاً على عواقب غير مقصودة، مثل انعدام الثقة في المجتمع الدولي وإمكانية تصعيد التوترات. وفي مثل هذه البيئة، فإن تأمين طرق التجارة في الخليج ومنع الصدامات العسكرية المحتملة يتطلب جهوداً دبلوماسية ومراقبة دولية واسعة النطاق.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى