الإرهابيون الحوثيون
السيـــــــد زهـــــــره
هذا حدث مهم ستكون له تبعات إيجابية على تطورات الأوضاع في اليمن وحرب تحريرها التي تشنها قوات التحالف العربي.
نعني القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي مؤخرا الذي يصنف الحوثيين «جماعة إرهابية» للمرة الأولى، وإدراجهم في قائمة عقوبات اليمن، وفرض حظر للأسلحة عليهم. ويوسع القرار، الذي اقترحته الإمارات، حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على العديد من قادة الحوثيين ليشمل الحركة بأكملها. ويدعو الدول الأعضاء إلى تكثيف الجهود لمكافحة تهريب الأسلحة ومكوناتها عبر الطرق البرية والبحرية.
بداية يعتبر اعتماد مجلس الأمن للقرار انتصارا كبيرا للدبلوماسية الإماراتية عالميا ومحصلة لجهود سياسية كبيرة وناجحة.
القرار له أبعاد وجوانب في غاية الأهمية في مسار الصراع في اليمن والمواقف الدولية أهمها ما يلي:
أولا: إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية في قرار دولي لمجلس الأمن.
معنى هذا أن هذه هي إرادة المجتمع الدولي كله ممثلا في مجلس الأمن. معنى القرار أن هناك إجماعا دوليا على أن مواجهة هذه الجماعة الإرهابية ضرورة أساسية لمصلحة الشعب اليمني ولإنهاء الأزمة.
ثانيا: إن القرار لم يكتف بمجرد تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية وفرض حظر السلاح عليها، وإنما حرص على أن يعدد أسباب ذلك والعوامل التي دفعت إلى اتخاذ القرار.
القرار حرص على أن يعدد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة ضد السكان اليمنيين والمجتمع الدولي ودعت إلى تصنيفها إرهابية، وفي مقدمتها بحسب القرار:
- الهجمات على المدنيين، واستخدام العنف الجنسي، وتجنيد الأطفال واستغلالهم، واستخدام الألغام الأرضية، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
- اعتداءات الحوثيين على الشحن التجاري في البحر الأحمر.
- الهجمات الإرهابية المتكررة التي نفذوها عبر الحدود، والتي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في السعودية والإمارات.
إذن القرار بهذه الحيثيات اعتبر أن الحوثيين يشكلون خطرا على الشعب اليمني وعلى المنطقة والعالم.
ثالثا: إن القرار بفرضه حظرا على السلاح للحوثيين ومطالبة دول العالم بتنفيذ هذه الحظر يعد إدانة شبه مباشرة للنظام الإيراني الذي لولا دعمه وإمداده للحوثيين بالأسلحة وكل سبل الدعم ما تمكنوا من مواصلة إرهابهم.
علينا أن نلاحظ أنه قبل القرار كان مجلس الأمن قد أعد تقريرا سريا حدد فيه المصدر الرئيس للأسلحة التي يتم تهريبها إلى الحوثيين. التقرير الذي أعده خبراء مجلس الأمن ذكر بوضوح أن إيران هي هذا المصدر وقال إن «مصدر آلاف منصات إطلاق الصواريخ والأسلحة الآلية وغيرها التي ضبطها الأسطول الأمريكي في بحر العرب في الأشهر الأخيرة هو ميناء تابع للأسطول الإيراني في جنوب شرقي إيران».
خامسا: قرار مجلس الأمن يعطي شرعية دولية جديدة للحرب التي يشنها التحالف العربي في اليمن ضد الإرهابيين الحوثيين .
القرار يضع الحرب في سياقها الصحيح.. في سياق أنها حرب ضد الإرهاب الذي يمارسه الحوثيون ومن يقف وراءهم.
5- إنه أخلاقيا وسياسيا المفروض أن يكون قرار مجلس الأمن ملزما لكل دول العالم. بمعنى أن كل دول العالم ملزمة بأن تصنف الحوثيين جماعة إرهابية، وملزمة بأن تعمل على وقف أي سلاح لهذه الجماعة، وملزمة بدعم الجهد الذي يبذله التحالف العربي.
ومن المفهوم أن هذا الالتزام من المفروض أن ينطبق أساسا على الولايات المتحدة، بعد أن قامت إدارة بايدن برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب وهي مترددة في إعادتهم إلى القائمة. المفروض بعد هذا القرار أن تبادر الإدارة الأمريكية بإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.
وعلى الرغم من وضوح أبعاد قرار مجلس الأمن وما يعنيه على هذا النحو، تابعنا في الفترة الماضية بعد صدوره آراء عجيبة يرددها البعض في الغرب حول القرار.
للحديث بقية بإذن الله.
أخبار الخليج