الأحواز.. كنز سياحي عربي مخفي خلف ستار الاحتلال الإيراني
رغم أن الأحواز تُعرف منذ زمن بعيد بأنها مركز صناعي ضخم بفعل السياسات المفروضة من سلطات الاحتلال الإيراني، إلا أن خلف هذا الطابع الصناعي القاسي الذي دمّر بيئة البلاد، تختبئ كنوز طبيعية وسياحية مدهشة، أبرزها السياحة الريفية التي لم تُستثمر كما ينبغي حتى اليوم بسبب إهمال متعمّد من سلطات الاحتلال المستمرة منذ أكثر من قرن.
تتميز الأحواز بتاريخ عربي عريق وطبيعة خلابة، حيث تجري الأنهار في أرجائها، وتنتشر الجبال الخضراء والشلالات الساحرة والنخيل المثمر، إلى جانب التنوع الثقافي الغني للعشائر العربية التي حافظت على تراثها رغم محاولات الطمس الممنهجة.
وتُعد هذه العناصر مقومات أساسية لجذب الزائرين والمهتمين بالسياحة البيئية لو أُتيح لها التطور بحرية.
ويرى خبراء في المجال أن تطوير السياحة الريفية في الأحواز لا يمثل فرصة اقتصادية فحسب، بل ضرورة لحماية التراث الثقافي والبيئي الذي تتعرض مكوناته للتهميش والإهمال من قِبل الاحتلال الإيراني.
كما أن هذه المشاريع يمكن أن تسهم في الحد من البطالة، وتوفر دخلاً مستداماً للسكان بعيداً عن الهيمنة النفطية لطهران.
ووفقاً لتقارير رسمية، تضم الأحواز أكثر من أربعة آلاف قرية، من بينها نحو 270 قرية تمتلك مقومات سياحية كبيرة، لكن سلطات الاحتلال لم توفر لها البنية التحتية اللازمة لتتحول إلى مراكز جذب حقيقية.
وقال تبار قریب، معاون مدير السياحة في دائرة التراث التابعة للاحتلال الإيراني، إن الأحواز يتمتع بقدرات كبيرة في مجال السياحة الريفية، لكنه أقرّ ضمنياً بأن تنفيذ المشاريع السياحية يسير ببطء شديد.
ويشير مسؤولون محليون إلى أن القرى السياحية في الأحواز ما تزال تعاني من نقص الطرق والخدمات والمراكز الصحية، إضافة إلى غياب الترويج الإعلامي الذي تتعمد سلطات الاحتلال إهماله في إطار سياسة عزل الأحواز عن العالم.
من جانبه، أكد خلیل الإلهي، مدير شؤون القرى في الأحواز، أن القرى الأحوازية لم تحظَ بالاهتمام الكافي رغم إمكاناتها، مشدداً على أن توجيه التمويلات نحو تطوير البنية التحتية السياحية يمكن أن يجعل من الأحواز وجهة سياحية بارزة لولا السياسات الإيرانية المعيقة.
ويرى الخبراء أن إنهاء الاحتلال ورفع القيود المفروضة على التنمية هو الطريق الوحيد لجعل الأحواز وجهة سياحية مزدهرة تجمع بين الصناعة والطبيعة والثقافة العربية الأصيلة.



