استهدف المثقفين

بقلم. دهريوسف الشمري

تُعد منطقة الأحواز موطنًا لعدد كبير من السكان العرب اصحاب الارض ، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية ، خاصة النفط والغاز والزراعة ، لكنها تُعاني من التهميش الاقتصادي والاجتماعي من قبل السلطات الاحتلال ،ومنذو الايام الأولى الاحتلال تشهد الأحواز حملات اعتقال مكثفة من قبل السلطات الاحتلال ، مما أثار جدلًا واسعًا على المستوى المحلي والدولي .
تعتبر الأحواز واحدة من المناطق التي تعاني من أوضاع إنسانية واقتصادية متدهورة ، حيث يُطالب سكانها العرب بمزيد من الحقوق الاقتصادية والثقافية والسياسية . تُتهم السلطات الإيرانية بتطبيق سياسات ممنهجة تهدف إلى تهميش السكان العرب عبر التضييق على حقوقهم الثقافية مثل حظر التعليم باللغة العربية وقمع الاحتجاجات السلمية .
خلال الأشهر والأيام الأخيرة ، كثّفت السلطات الإيرانية من حملاتها الأمنية في الأحواز ، مستهدفة النشطاء السياسيين والحقوقيين والصحفيين والسنيّ حيث يمثلون اكثر من ستين في المئة من الشباب .
وذكرت تقارير حقوقية أن الاعتقالات غالبًا ما تكون تعسفية ، حيث يتم اقتياد المعتقلين إلى أماكن غير معلنة ، دون تقديم أي تهم رسمية أو محاكمات عادلة .
ومن بين أبرز التهم التي تُوجّه للمعتقلين ،
1. التحريض على الفتنة ، يُتهم النشطاء بدعم الحركات وطنية أو التحريض ضد النظام .
2. التعاون مع جهات أجنبية وهذا عاقبتها الإعدام ، تتهم السلطات بعض المعتقلين بالارتباط بمنظمات خارجية معادية لإيران .
3. المشاركة في الاحتجاجات ، يتم القبض على الأفراد الذين يشاركون في مظاهرات تطالب بتحسين الخدمات العامة أو معارضة سياسات التمييز او يطالبون بي فرص عمل .
تتسم أوضاع المعتقلين في السجون الإيرانية بالقسوة ، حيث أفادت منظمات حقوق الإنسان بتعرض المعتقلين للتعذيب الجسدي والنفسي لانتزاع اعترافات قسرية . كما يُحرم المعتقلون من التواصل مع عائلاتهم أو الحصول على محامين للدفاع عنهم .
و ردود الفعل الدوليه أثارت هذه الاعتقالات انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان ، التي دعت السلطات الإيرانية إلى احترام حقوق الإنسان العربي ووقف حملات القمع . كما طالبت بعض الدول والمنظمات الدولية بإجراء تحقيقات مستقلة حول الانتهاكات في الأحواز .
يظل الوضع في الأحواز مثيرًا للقلق في ظل استمرار الاعتقالات والسياسات القمعية . يرى المراقبون أن تحسين الأوضاع في المنطقة يتطلب معالجة جذور المشكلة عبر منح العرب في الأحواز حقوقهم الثقافية والسياسية على ارضهم ، وتحقيق التنمية العادلة وتقرير مصيرهم.