إيران…مع فوز ترامب.. تراجع قيمة العملة المحلية
افتتحت الأسواق الإيرانية، بتسجيل الدولار سعرًا قياسيًا بلغ 70 ألف تومان، تزامنًا مع التقارير التي أكدت فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية.
افتتحت الأسواق الإيرانية، بتسجيل الدولار سعرًا قياسيًا بلغ 70 ألف تومان، تزامنًا مع التقارير التي أكدت فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية.
ويأتي هذا الارتفاع بعد أن سجل سعر الدولار، في وقت سابق 68 ألفًا و960 تومان، مما يعكس تأثير فوز ترامب المباشر على الاقتصاد الإيراني.
وقد تحدث ترامب، في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل خوضه انتخابات الرئاسة الأميركية، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، عن فترة ولايته السابقة وعلاقته مع إيران، قائلاً: “أبلغت الصينيين بألا يشتروا النفط الإيراني، وقد استجابوا، وأخبرتهم بأنهم إذا واصلوا الشراء، فلن يتمكنوا من التجارة مع أميركا”، وأكدت البيانات تلك التصريحات.
وتعتمد إيران بشكل أساسي على مبيعات النفط وصادراته للحصول على العملة الأجنبية؛ حيث إن إيراداتها الرئيسة من الدولار تأتي من عوائد النفط.
وقد بلغت مبيعات النفط الإيراني، في خريف عام 2016 بعد توقيع الاتفاق النووي، نحو 3.2 مليون برميل يوميًا، لكنها انخفضت إلى نحو 190 ألف برميل يوميًا، في شتاء 2019، خلال إدارة ترامب، أي انخفضت إلى ما يعادل السُبع.
ومع تولي جو بايدن الرئاسة الأميركية، استعادت صادرات النفط الإيراني بعض الانتعاش؛ حيث ارتفعت إلى أكثر من مليوني برميل يوميًا في أغسطس (آب) 2023، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ساعد بايدن في السماح بتحرير الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
وفي مناظرة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة لعام 2024، كشف وزير الخارجية الأسبق، ومستشار الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، أن إدارة بايدن قد “خففت” من حدة العقوبات، مما أتاح لإيران زيادة إيراداتها الأجنبية، تحت مظلة التراخي الأميركي.
والآن، مع عودة ترامب إلى الساحة السياسية، يُتوقع أن تتأثر إيرادات إيران بالعملة الأجنبية، وقد يشهد سعر الدولار مسارًا مشابهًا للسنوات من 2017 إلى 2021، إذا استمر ترامب بالنهج نفسه.
وتجدر الإشارة إلى أن الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم قد تغيرت عن فترته الأولى؛ حيث دخلت إيران وإسرائيل مؤخرًا في مواجهة عسكرية مباشرة.
وتولى ترامب الرئاسة شتاء 2016، عندما كان سعر الدولار في السوق الحرة بإيران نحو 3,650 تومان، ليصل في 2017 إلى أكثر من 4,000 تومان. ومع انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في ربيع 2018، اقترب سعر الدولار من 12,000 تومان.
ومع اقتراب شتاء 2024، تتابع إيران الوضع في أميركا بقلق. ورغم أن ميزانية عام 2025 تم تقديرها بتفاؤل كبير، يبقى التساؤل: كم من إنتاجها النفطي اليومي البالغ 3.75 مليون برميل (كما تم توقعه في الميزانية) سيتم بيعه؟ وهل سيستمر نجاح شبكة المبيعات النفطية الإيرانية، التي استفادت سابقًا من غض الطرف الأميركي؟
وكان محسن رناني، الاقتصادي المقرب من مسعود بزشكيان، قد صرح الأسبوع الماضي بأن عدم وصول سعر الدولار إلى 200 ألف تومان كان “معجزة”. ومع عودة ترامب المؤكدة إلى البيت الأبيض، قد تقترب هذه المعجزة من نهايتها.