إيران…اتهامات متبادلة بين الإصلاحيين والمتشددين بسبب الاختراقات الإسرائيلية
تبادل أنصار التيارات السياسية المتنازعة في إيران الاتهامات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن "الاختراقات الإسرائيلية"، على خلفية الهجمات الدموية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل في طهران وبيروت
تبادل أنصار التيارات السياسية المتنازعة في إيران الاتهامات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن “الاختراقات الإسرائيلية”، على خلفية الهجمات الدموية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل في طهران وبيروت، حيث وجه البعض اتهامات إلى محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية.
ويتفق المتشددون والإصلاحيون وغيرهم، بمن في ذلك العديد من المعارضين، على أن عمليات القتل الأخيرة، التي استهدفت إسماعيل هنية في طهران وحسن نصر الله في بيروت، لم تكن لتحدث دون اختراق إسرائيلي على أعلى المستويات لصفوف “حماس” وحزب الله وأجهزة الأمن الإيرانية.
وكتب أحد المستخدمين على منصة X (تويتر سابقًا): “يبدو أن الاختراق الإسرائيلي في إيران أصبح نقطة ضعف لكل من حماس وحزب الله؛ حيث إن الأخبار تشير إلى تورط إيرانيين في كلا الحادثين”، متهمًا النظام الإيراني بتكريس “الفقر والفساد”، خلال السنوات الماضية، واستخدام قوات الأمن لقمع الشعب في الداخل، “والنتيجة كانت الاختراق الإسرائيلي الكبير لأجهزة الدولة الإيرانية”.
وادعت مصادر أمنية لبنانية أن “مندسًا إيرانيًا” أبلغ إسرائيل عن موقع حسن نصر الله، قبل اغتياله في بيروت، يوم الجمعة الماضي.
وركز المتشددون هجماتهم على محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، متهمين إياه بشكل مباشر أو من خلال إشارات مبطنة، بمساعدة إسرائيل في تحديد مكان نصر الله واغتياله.
وجاء في تغريدة أخرى تعليقًا على اغتيال نصر الله: “سيسيطر علينا الأعداء واحدًا تلو الآخر، إذا لم نجفف جذور فكر ظريف في هذا البلد”.
وذهب بعض المتطرفين الدينيين إلى حد تبرير الفشل الاستخباراتي لإيران وحلفائها بالادعاء أن كائنات خارقة للطبيعة قد تكون متورطة في هذه العمليات.
فقد زعم مصطفى كرمي، الأستاذ في حوزة قم، في مقابلة تلفزيونية عبر الإنترنت، أن إسرائيل تستخدم “الجن” للتجسس على قادة المسلمين؛ لأنها “روّضت الجن” ولديها “تاريخ طويل في هذا المجال”.
وتم تداول مقطع الفيديو هذا على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصف الصحافي الإصلاحي، داوود هشميتي، هذه الهجمات ضد ظريف بأنها “لا تتعلق بمصلحة الشعب الإيراني ولا حزب الله أو حسن نصر الله”، مشيرًا إلى أن المتشددين يطلقون هذه الاتهامات؛ بسبب خسارة زعيمهم، سعيد جليلي، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
أما التيار الآخر فيتهم المتشددين بوجود “مخترقين” في صفوفهم، معتبرين أن الطريقة المُثلى لإخفاء جاسوس إسرائيلي في إيران تكمن في تقليد مظهر وسلوك هؤلاء المتشددين، الذين يعلنون ولاءهم الأعمى للمرشد الإيراني، علي خامنئي.
وعلق أحد المعارضين على وسائل التواصل قائلاً: “الجواسيس لديهم علامة حجر الصلاة على جباههم ويدّعون حبهم للنظام!”، مضيفًا: “منذ متى يتنكر جواسيس الأعداء في زي المعارضة الرسمية؟”.
وعاد للظهور على وسائل التواصل مقطع من مقابلة عام 2021 على قناة “سي إن إن تورك” يتحدث فيها الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، زاعماً أن ضابط استخبارات تم تعيينه للتحقيق في كيفية سرقة إسرائيل لوثائق إيران النووية عام 2018 كان نفسه عميلاً إسرائيليًا.
ويحمّل أنصار أحمدي نجاد، الذين يروجون للمقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خامنئي، المسؤولية ضمنيًا عن الاختراق الإسرائيلي، مدعين أنه رفض منح أحمدي نجاد السيطرة على وزارة الاستخبارات قبل أكثر من عقد، في حين كان الأخير يسعى لتطهيرها من العملاء.