
أزمة دواء خانقة في الأحواز تهدد حياة آلاف المرضى
يشهد الشارع الأحوازي حالة من الغضب الشعبي المتصاعد نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية، في أزمة وصفها الأهالي بـ”الكارثة الصامتة” التي تهدد حياة آلاف المرضى، خاصة من أصحاب الدخل المحدود، وتضعهم أمام خيارين أحلاهما مرّ: العلاج أو الاستسلام للمرض.
ورغم أن سلطات الاحتلال الإيراني لم تبدأ بعد بتطبيق التسعيرة الرسمية الجديدة للأدوية على أساس 28500 تومان للدولار، إلا أن الواقع في السوق الأحوازي يُظهر قفزات فعلية في الأسعار، جعلت شراء الدواء أصعب من تأمين قوت اليوم، وفقًا لتعبير أحد المواطنين.
في حديث مع عدد من الأهالي، عبّروا عن أن الدواء لم يعد سلعة يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها، بل هو ضرورة يومية لا تحتمل التأخير. يقول أبو مهدي، ربّ أسرة من حي الثورة:
“عندما يمرض أحد أفراد العائلة، العائلة كلها تمرض معه. بين مراجعة الطبيب، وشراء الوصفة، والانتظار في الطابور، تدفع أكثر من راتبك الشهري، ولا تعلم إن كنت ستحصل على نتيجة أم لا.”
بحسب مصادر طبية محلية وتقارير غير رسمية، فإن متوسط الزيادة في أسعار الأدوية المحلية تراوح بين 30% إلى 40%، أما الأدوية الأجنبية التي غالبًا ما تُوصف من قبل الأطباء المتخصصين، فسجلت زيادات تجاوزت 100%، وأحيانًا بلغت 200%.
هذه الزيادات أثقلت كاهل المرضى، خصوصًا من يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة مثل السرطان، السكري، أمراض القلب، والفشل الكلوي، حيث يتطلب العلاج انتظامًا لا يمكن تأجيله أو التخلي عنه.
تعود جذور الأزمة الحالية إلى الشتاء الماضي، حيث بدأت بوادر النقص في الأدوية وارتفاع الأسعار بالظهور، قبل أن تصل إلى ذروتها في الأسابيع الأخيرة. الصيدليات في الأحواز باتت تشتكي